الحديث الرابع - ایضاح الدلیل فی قطع حجج اهل التعطیل نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
رجله فهو إما من تخييل الراوي رواه بالمعنى فأخطأ فيه وإما أن الرجل عبارة عن جمع كثير كقولهم رجل من جراد إذا كان كثيرا منتشرا ومعناه يضع فيها خلقا كثيرا يشبهون الجراد في كثرتهم وأما من جعل القدم والرجل صفة زائدة لا ندرى ما هي فقد تقدم الكلام فيه وأعظم من ذلك وأشد من جعلها قدمه تعالى وقال المعنى يخبرهم فيه أن آلهتكم تحترق ورجلي لا تحترق تعالى الله عما يقوله هذا المبتدع وما ابتدعه في ذات الله تعالى وكيفما قاله والله تعالى يقول لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها فإن احتج محتج بكتاب ابن خزيمة وما أورد فيه من هذه العظائم وبئس ما صنع من إيراد هذه العظائم الضعيفة والموضوعة قلنا لا كرامة له ولا أتباعه إذا خالفوا الأدلة العقلية والنقلية على تنزيه الله تعالى بمثل هذه الأحاديث الواهية وإيرادها في كتبهم وابن خزيمة وإن كان إماما في النقل والحديث فهو عن النظر في العقليات وعن التحقيق بمعزل فقد كان غنيا عن وضع هذه العظائم المنكرات الواهية في كتبه واعلم أن من العلماء ما جزم بضعف هذا الحديث وإن أخرجه الإمامان لأنهما ومن روياه عنه غير معصومين وذلك لما قدمته من الأدلة العقلية والنقلية أما النقلية فقوله تعالى لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين وقال لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم وهذا صريح في رد من زعم أنه قدم الرب تعالى وتقدس عن ذلك فلا جواب عنه إلا بالرد إلى التأويل أورد ذلك الحديث وأما العقلية فلأن الجنة والنار جمادان فكيف يتحاجان سلمنا أن الله تعالى خلق فيهما حياة فقد علما أن أفعال الله كلها صواب وحكمة فكيف يتحاجان سلمنا أنهما لما يعلما ذلك فالرب تعالى عالم بمقدار أهل الثواب والعقاب فما فائدة توسعة تحوج إلى إنشاء خلق إن وضع القدم سلمنا أنه يفعل ما يشاء فهو قادر على أن يفي تلك السعة ولا يحتاج إلى وضع القدم سلمنا أنه لم يشأ ذلك فيلزم أن تخمد النار ويزول العذاب عن أهلها أو أن تعمل النار في القدم عادتها تعالى الله عن ذلك وتقدس سلمنا أن العذاب يبقى ولا تؤثر النار فالنار إنما سألت المزيد من مستحقي العذاب لا المزيد من القدم الذي زعموه فبان بكل ما ذكرناه لزوم أحد التأويلين لا محالة الحديث الرابع
عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر الحديث ورواه أبو سعيد إن الله يمهل حتى إذا كان ثلث الليل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول هل من تائب يتوب اعلم أن النزول الذي هو الانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه لوجوه الأول النزول من صفات الأجسام والمحدثات ويحتاج إلى ثلاثة أجسام منتقل ومنتقل عنه ومنتقل إليه وذلك على الله تعالى محال الثاني لو كان النزول لذاته حقيقة لتجددت له في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله وتنقلات