عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ إن الله كان سميعا بصيرا فوضع يده على أذنه ثم على عينه هذا “ حديث ضعيف “ لا أصل له وقد يتمسك به بعض المشبهة وبتقدير ثبوته فالمراد تحقيق السمع والبصر لا صورة الأذن والعين وقد ذكر أن المعاني تمثل بالمحسوس تحقيقا لمعناه وقد يسمى محل الشيء باسمه ومثال ذلك قبض فلان على فلان ماله وداره ويقبض القابض القليل راحته تحقيقا لمعنى القبض لا أن المراد قبض الكف على الدار والمال ويدل على ما قلناه أن نفس الأذن لا تسمع والعين لا تبصر وإنما المدرك هو السمع والبصر وكم من أذن وعين لا تدرك شيئا ويحتمل لو صح أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده الكريمة عليها اتفاقا لحكة أو مسح عليها
الحديث الموفي للثلاثين
يروى عن أنس أن جبريل عليه السلام كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء ملك فقال أين تركت ربنا قال في سبع أرضين ثم جاء آخر فقال أين تركت ربنا قال في سبع سموات ثم جاء آخر فقال أين تركت ربنا قال في المشرق وجاءه آخر فسأله فقال في المغرب هذا “ حديث باطل موضوع “ من زنديق يتلاعب بالدين وأهله لا تحل روايته ونقله إلا مع بيان حاله وكذبه قاتل الله مفتريه ولو ثبت صحته أمكن تأويله على أن معنى في على كقوله في جذوع النخل أي على رؤوسها كما قلناه وبسطناه في قوله أأمنتم من في السماء على بعض تأويله فإن قيل فقولوا إن الله في كل مكان واطلقوا ذلك كما تقول المعتزلة وقدروه بمعنى على قلنا ليس لنا ذلك لما فيه من معنى التحيز وإنما إذا ورد في الكتاب والسنة شيء أطلقناه فيهما كما ورد وحملناه على ما ذكرناه
الحديث الحادي والثلاثون
إن الله تعالى يطوي المظالم يوم القيامة تحت قدميه هذا “ حديث ضعيف “ جدا لا يثبت نقله ولا يعول عليه ولو ثبت فمعناه أنه لا يطالب به ولا ينقش وهذا اللفظ يستعمل في الكلام ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة كل ربا وكل دم في الجاهلية موضوع تحت قدمي وليس المراد بذلك قدمه الشريف باتفاق العقلاء
الحديث الثاني والثلاثون
يرويه جبير بن نضير تارة موقوفا عليه وتارة يرويه عن أبي ذر وتارة يرويه عن عقبة بن عامر قال إن رسول