يروى عن أبي أمامة قال ما تقرب العبد من الله تعالى بمثل ما خرج منه هذا “ حديث ضعيف “ لا يعرف مع ضعفه إلا من حديث يرويه فروة بن نوفل عن خباب بن الأرت موقوفا عليه ولفظه قال أخذ خباب بيدي فقال تقرب إلى الله ما استطعت واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه ولم يقل بمثل ما خرج منه كما روي في حديث جبير بن نفير
الحديث الرابع والثلاثون
يروى موقوفا على ابن عباس أنه قال لرجل قال اللهم رب القرآن فقال لا تقل مثل هذا منه بدأ وإليه يعود هذا “ حديث ضعيف “ لا يثبت عن ابن عباس ولعل منتحل ذلك وناقله عن ابن عباس ممن يعتقد البدعة قديما ولو ثبت عن ابن عباس أو غير ابن عباس فليس بحجة على الناس فإنه لفظ لم يثبت على الله تعالى ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم ويجوز أن ابن عباس اراد بذلك أنه تعالى الذي أظهره لنا بكلامه وإليه يعود في السؤال عن العمل به أمرا ونهيا وروي في رواية ضعيفة عن عثمان انه قال القرآن منه ولو ثبت ذلك كان معناه أنه صفته وصفة الشيء اللازمة له كبعض منه كقوله لعالم بارع العلم منك أي صفتك أو أنه أراد ما تذكرناه في حديث ابن عباس إن صح ومعناه منه ظهر وسمع أو منه التوفيق بتعليمه وتفهيمه
الحديث الخامس والثلاثون
يروى عن ابن عباس موقوفا عليه إن لله لوحا محفوظا من درة بيضاء قلمه نور وكتابته نور عرضه ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة يخلق بكل نظرة يحي ويميت ويعز ويذل يفعل ما يشاء اهذا “ حديث ضعيف “ موقوف انفرد به ابن حمزة اليماني وروي إن لله تعالى في كل يوم في خلقه مائة وستون نظرة وهو “ حديث ضعيف “ أيضا ولو ثبت كان معناه ما يقع من تغيرات الأحوال من مخلوقاته تعالى من حركة وسكون وإعطاء ومنع وتوفيق وخذلان وسرور وضده وموت كما تقدم في حديث ابن عباس رضي الله عنهما
الحديث السادس والثلاثون
حديث لا استجيز إسناده إلى صحابي يقول فيه الكرسي وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد الحديث وأبشع ما في قوله في بعض طرقه الكرسي الذي يجلس عليه الرب ما يفضل منه الا قدر أربع أصابع هذا “ حديث ضعيف مضطرب موضوع “ شديد الاضطراب والتخليط والاختلاف وذلك من تخليط الرواة وسوء الحفظ وقصد الرد للدين وكيف يثبت صفات الرب تعالى بمثل هذه الروايات الواهية الضعيفة من الزنادقة وغيرهم ولقد أنكر على الدارقطني وابن خزيمة رواية مثل هذه الأحاديث وإيداعها في مصنفاتهم من غير مبالغة في