حتى غيرتها قوانين مندل تغييرا كليا وقال والاس إن من المستحيل أن يكون الإنسان قد تم تكوينه على طريقة التطور والإرتقاء حيث إن الإرتقاء بالانتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان وقال الدكتور الفسيولوجي إيلي دوستون الداروينية لا تقوم إلا على حكايات مخترعة لا تعلو قيمتها العلمية على قيمة حكايات المرضعات لقد رفع مدير مركز الأبحاث العلمية في سان ديجو دعوى قضائية على إدارة مدرسة إبتدائية باعتباره أبا لأحد تلاميذها وحجته في دعواه أن المدرسة تقوم بتدريس نظرية دارون في النشوء والإرتقاء في علم الأحياء دون المقارنة أو الإشارة إلى أصل الخلق الإلهي للكائنات الذي جاء في التوراة والإنجيل . . . فماذا يجب أن يقول ويفعل الآباء المسلمون وعندهم الكتاب الحق والذي فيه لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم وهم يرون أولادهم يدرسون تلك النظرية ولو كانوا في الحرمين
اتفق أهل العقل والفطرة السليمة من الجن والإنس على وجود الله تعالى بل وجوب وجوده سبحانه وكما دل على هذه الحقيقة الكبرى الفطرة السليمة المودعة في النفوس والعقول الخالصة من الهوى والمودعة في الرؤوس فقد دل كذلك البراهيم والحجج القائمة في الإنسان من جسم ونفس وروح وعقل وعاطفة وفي الحيوان والنبات وفي الأرض والرمل والتراب والحجر والسهل والجبل وفي السماء من رياح وأمطار وليل ونهار في جميعها آيات تدل على الخالق الواحد الأحد سبحانه جميع المخلوقات مهيأة بالفطرة لوظيفة في حياتها يحفظها ويقيها المهالك ما استقامت على الفطرة إلى ما شاء الله تعالى قال الله تعالى وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء فكل الأحياء من حشرات وزواحف وفقاريات ومن طائر يطير بجناحيه في الهواء ومن حيوان مائي وبرمائي وبري وجبلي ما من مخلوق من هذه المخلوقات إلا وهي تنتظم في أمة ذات خصائص واحدة وطريقة في الحياة واحدة خلقت مفطورة على اتجاه معين في الحياة ونظمت خلايا تكوينها على شكل لا يمكن أن يخرج بسببها حيوان من فطرته ونظامه ولا نبات عن جنسه وما أودع الله تعالى فيه فلن ينقلب كما لم يحصل قط القط إلى كلب ولا السمك إلى حيوان بري ولا الثوم بصلا ولا البصر كراثا ومن يقرأ في الإنسان الإنسان ذلك المجهول والطب محراب للإيمان وفي أعماق الإنسان يجد ما يقوي يقينه في الخالق البارىء سبحانه ومن يقرأ مع الله في السماء ومع الله في الأرض والجائزة أو لماذا أومن وحكمة المخلوقات للإمام الغزالي والعلم يزحف تأليف جيمس ستوكلي وآيات الخالق الكونية والنفسية للأستاذ رشيد رشدي العابري وأمثالها يزول عن عقله كل لوثة شبهة في وجود الخالق البارىء المصور سبحانه الذي خلق فسوى ولكن من سبقت له الشقاوة فركن إلى الهوى ولم يسمع نداء الله تعالى ولم يعقل آيات الله تعالى المودعة في كل شيء لا يجدي معه دليل ولا يثنيه عن باطله أية آية وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير الملك من لا يؤمن بالله تعالى اختيارا فيفوز بسعادة الدنيا والآخرة يؤمن به عملا وضرورة فجسمه وحواسه وقوته وضعفه وسقمه وشيخوخته وموته كل ذلك يخضع لنظام وضعه الله تعالى له ولا يمكن لذلك الإنسان الكنود أن يخرج على ذلك النظام بحال ولا عجب أن يقول الله تعالى بعد ذلك في الإنسان الكافر إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون لكن الله تعالى غيب لا تدركه الأبصار ولا تحيط به العقول ولولا أنه سبحانه عرف عباده على نفسه ما عرفوه كما هو لقد عرف الله تعالى