سؤال: هل يمكن أن تبيّن لنا كيف تسرّّبت خرافة التثليث إلى الديانة المسيحية؟
الجواب: يقول الأُستاذ فريد وجدي نقلاً عن دائرة معارف«لاروس»:
إنّ تلامذة المسيح الأوّليّين الذين عرفوا شخصه، وسمعوا قوله، كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنّه أحد الأركان الثلاثة المكونة لذات الخالق، وما كان بطرس ـ الذي يُعد أحد حوارييه ـ يعتبره إلاّ رجلاً موحى إليه من عند اللّه، أمّا بولس فإنّه خالف عقيدة التلامذة الأقربين لعيسى وقال: إنّ المسيح أرقى من إنسان وهو نموذج إنسان جديد، أي عقل سام متولد من اللّه.(1)
إنّ التاريخ البشري يرينا أنّه طالما عمد بعض أتباع الأنبياء ـ بعد وفاة الأنبياء أو خلال غيبتهم ـ إلى الشرك والوثنية تحت تأثير المضلّين، وبذلك كانوا ينحرفون عن جادة التوحيد التي هي المهمة الكبرى والهدف الأساس والغاية القصوى لأنبياء اللّه ورسله.
1 . دائرة معارف القرن العشرين:2/760، مادة ثالوث.