وهو ما أثبته القرآن الكريم(1) و التاريخ للأجيال القادمة.
وعلى هذا الأساس فلا داعي للعجب إذا ما تسرّبت خرافة التثليث إلى الديانة النصرانية بعد ذهاب السيد
المسيح ـ عليه السَّلام ـ وغيابه عن أتباعه.إن تقادم الزمن قد رسخ فكرة التثليث وعمقها في قلوب النصارى وعقولهم بحيث لم يستطع حتّى أكبر مصلح
مسيحي «مارتن لوثر» ـ الذي هذّب العقائد المسيحية من كثير من الأساطير والخرافات وأسّس المذهب
البروتستانتي ـ التخلّص من مخالب هذه الخرافة وأحابيلها.
القرآن الكريم ونظرية التثليث
يرى القرآن الكريم أنّ نظرية التثليث مرتبطة بالأديان السابقة على المسيحية ويعتقد أنّ المسيح ـعليه السَّلام ـ ما كان يدعو إلاّ للّه الواحد الأحد، إذ يقول سبحانه:( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِيَن قَالُوآ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ مَرْيَمَ وَ قَالَ
الْمَسِيحُ يَـبَني إِسْرائيلَ اعْبُدُوا اللّهَ رَبّيِ وَ رَبَّكُمْ إنَّهُ مَن يُشْرِكْ
بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيْهِ الجَنَّة... ).(2)
1 . طه:85ـ 99.2 . المائدة:72.