كشافه قد ذهب إلى أنّ اللفظين مترادفان حيث قال: «أُولو العزم أي أُولو الجدّ والثبات».(2)ومن خلال هذا البيان يتّضح المقصود من الآية التالية:( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً ) .(3)بناء على ذلك، فالعزم لغة هو القطع مقابل الوصل، وفي القرآن الكريم استعمل بمعنى عقد القلب لعلاقة
التناسب بينه و بين المعنى اللغوي.ولذلك نرى أنّ معنى لفظة العزم: هو التصميم القطعي، وأنّ لفظة «أُولو» معناها أصحاب. وعلى هذا
الأساس يكون معنى أُولو العزم: أصحاب و ذوو التصميم القطعي والإرادة الثابتة، والقصد المؤكّد الذي
لاينفصم عن العمل والسعي في سبيل اللّه سبحانه. وبعد أن عرفنا المقصود من «أُولو العزم» ننتقل إلى
بحث آخر وهو:
من هم أُولو العزم من الرسل؟
لقد ذكرت كتب التفاسير وجوهاً واحتمالات مختلفة للإجابة عن التساؤل المذكور نذكرها هنا بصورةمختصرة:
الوجه الأوّل
هم الذين بعثوا إلى شرق الأرض وغربها، جِنّها وإنسها.(4)1 . الشورى:43.2 . الكشاف:3/126.3 . طه:115.4 . حق اليقين:111، للسيد عبد اللّه شبر.