شين وعيب، بحيث تنتقل ـ هكذا ـ من الخلف إلى السلف ولا يتمكّن النفعيون وتجار الحديث والتاريخ
وأعداء الإسلام التلاعب بحقائق الدين الإسلامي.
الدليل الآخر على العصمة
لقد تبيّن في البحوث السابقة وبصورة جليّة نظرية المدرستين ـ المدرسة الإمامية ومدرسة الخلفاء ـ فيمسألة الإمامة والخلافة وتبيّن سبب اشتراط المدرسة الشيعية«العصمة» في الإمام ولم يشترط ذلك في
المدرسة الأُخرى، بل نظروا إلى هذا الشرط نظرة التعجب والحيرة.ففي أصل النظرية الشيعية ـ التي ترى أنّ الإمامة استمرار لوظائف النبوة والرسالة وانّ جميع وظائف
النبي الأكرم ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ قد حوّلت إلى الإمام باستثناء وظيفة تأسيس الدين
وكونه الطرف المباشر لتلقّي الوحي ـ يكون الإمام بعد النبي معصوماً أيضاً، وإلاّ فإنّه لا يستطيع
أن يقوم بأداء الوظائف المحولة إليه، وأمّا وفق النظرية السنية ـ التي ترى أنّ مقام الإمامة كمقام
رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ـ فإنّهم يكتفون بما تتطلّبه تلك الوظائف من الكفاءة والدراية في
إدارة البلاد وإن لم يكن قادراً على القيام بباقي وظائف ومهام النبوة والرسالة.