الرؤية القرآنية
يمكننا ومن خلال الآيات المباركة التالية أن نطّلع على نظرية القرآن الكريم في هذا المجال، فقد قالسبحانه:
( ...وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراط مُسْتَقيم ذلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ
مَنْ يَشآءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَعَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ ) .(1)فلو كان الإنسان المعصوم غير قادر على ارتكاب الذنب، فما معنى قوله:
( ...وَلَوْ أَشْرَكُوا
لَحَبِطَعَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ )؟إذ فرض كون المعصومين لا يقدرون على ارتكاب الذنب الذي هو أعم من الشرك وغيره يجعل الآية أجنبية
عنها، كما أنّه ورد في آية البلاغ قوله سبحانه:( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما
بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ... ).(2)فالآية تدلّ بوضوح لا ريب فيه أنّ النبي قادر على العصيان، وأنّه بالرغم من وجود صفة العصمة قادر
على ترك الرسالة وعدم تبليغ ما أنزل إليه من ربّه.
1 . الأنعام:87ـ88.2 . المائدة:67.