ينبغي التفكير بها، كما أنّ كثيراً من الناس
معصومون من اقتراف السرقة المسلّحة وقتل الإنسان البريء وكذلك الانتحار، أي انّهم يمتلكون حالة
نفسانية تعتبر كلّ تلك الأفعال من الأُمور القبيحة التي ينبغي للإنسان التنزّه عنها والتنفّر حتّى
من التفكير فيها.
إذا تعرفنا على العصمة النسبية التي هي موجودة لدى غالب الأفراد تقترب حينئذ حقيقة العصمة المطلقة
في أذهاننا، ويمكن لنا حينئذ التعرف على ماهيّتها بحيث يمكننا أن نعرفها :
بأنّها قوّة باطنية وحالة
نفسانية ونوع من التقوى والنزاهة الداخلية تمنع صاحبها من التفكير في الذنب فضلاً عن ارتكابه. وإذا
ما سلبت هذه الحالة منه يعود إنساناً عادياً يتصف بالعصمة النسبية فقط لا العصمة المطلقة.
العصمة نتيجة العلم بعواقب المعاصي
هناك نظرية أُخرى لتبيين حقيقة العصمة يذهب إليها بعض المحقّقين، ومفادها: إنّ العصمة عبارة عنوجود العلم القطعي اليقيني بعواقب المعاصي و الآثام، علماً قطعياً لا يغلب ولا يدخله شكّ ولا
يعتريه ريب.(1)ومعنى كلام العلاّمة الطباطبائي ـ قدَّس سرَّه ـ : انّ العلم الذي لا يغلب هو العلم بلوازم الذنوب،
ومن المسلّم انّه ليس كلّ علم بلوازم الذنوب يبعث على المصونية والعصمة من الذنب، بل ينبغي أن يكون
العلم بدرجة من القوّة والشدّة بحيث تتجسّد آثار الذنوب أمام الإنسان ويراها ببصيرة القلب، ففي مثل
هذه الحالة يصبح صدور الذنب من ذلك الإنسان من قبيل المحال العادي، أي يستحيل عادةً أن يصدر منه
الذنب.
1 . الميزان:2/82.