الاستعانة بغير اللّه - فکر الخالد فی بیان العقائد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فکر الخالد فی بیان العقائد - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی؛ ترجمه: خضر ذوالفقاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وعلى هذا الأساس لا يوجد في عالم الوجود مؤثر وفاعل غني حقيقة، إلاّ
ذات اللّه سبحانه الذي وصف نفسه ومخلوقاته في القرآن الكريم:

( يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقراءُإِلَى اللّهِ وَاللّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَميد ).(1)

وهذا يعني أنّ كلّ ما في الكون فقير ومحتاج ولا يوجد عامل أو فاعل في العالم وإن كان قوياً ومقتدراً
ـ و لو كان أكبر من الشمس ألف مرة ـ فهو أيضاً محتاج وفقير ولا يستطيع أن يفعل شيئاً بدون الاتّكاء
على القدرة الإلهية.

يتّضح من ذلك البيان وبصورة جلية أنّه يوجد في صفحة الوجود معين ومساعدٌ حقيقي واحد، وأنّ الممكنات
المستعانة به بحكم كونها فقيرة بالذات لا تستطيع أن تفعل شيئاً بدون الاتّكاء عليه، وكذلك لا
يستطيع موجود مهما أُوتي من قدرة أن يكون مانعاً من نفوذ إرادة اللّه القهّار، إنّ الآية التالية
ونظيراتها توضح لنا وبجلاء تلك الحقيقة:

( قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ
رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً ).(2)

الاستعانة بغير اللّه

إنّ الاستعانة بغير اللّه يمكن أن تتحقّق بصورتين:

1. أن نستعين بعامل ـ سواء أكان طبيعياً أم غير طبيعي ـ مع الاعتقاد بأنّه مستند إلى اللّه، بمعنى
أنّه قادر على أن يعين العباد ويزيل مشاكلهم بقدرته المكتسبة من اللّه وإذنه سبحانه، وهذا النوع من
الاستعانة ـ في الحقيقة ـ لا ينفك عن الاستعانة باللّه ذاته، لأنّه ينطوي على الاعتراف بأنّه هو
الذي منح تلك العوامل ذلك الأثر وأذن به وإن شاء سلبها وجرّدها منه، فإذا استعان الزارع
الموحّد والعارف باللّه بعوامل طبيعية كالشمس والماء وحرث الأرض والمواد الكيمياوية، فقد استعان
باللّه حقيقة، لأنّه تعالى هو الذي منح تلك العوامل ذلك الأثر وأذِنَ به ومنحها القدرة والطاقة
بحيث تستطيع إنماء ما أودع في بطن الأرض من بذر ثمّ إنباته والوصول به إلى حدّ الكمال.



1 . فاطر:15.

2 . الأحزاب:17.

/ 425