«أما والذي نفسي بيده لقد تدلّى العذاب على أهل
نجران، ولو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولأُضرم الوادي عليهم ناراً،
ولاستأصل اللّه تعالى نجران وأهله».(1)وعن عائشة: انّ رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ خرج ـ أي يوم المباهلة ـ وعليه
مرط(2)مرجَّل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة ثمّ علي، ثمّ قال:( إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً ).(3)ثمّ قال الزمخشري في نهاية هذا الكلام:وفيه دليل لاشيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ـ عليهم
السَّلام ـ ،وفيه برهان على صحّة نبوّة النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، لأنّه لم يرو أحد من
موافق ولا مخالف أنّهم أجابوا إلى ذلك.(4)
صورة العهد النبوي لأهل نجران
بعد أن انصرف وفد نجران من المباهلة ووافقوا على دفع الجزية سألوا النبي ـ صلَّى الله عليه وآلهوسلَّم ـ أن يكتب مقدار الجزية التي اتّفق على دفعها من قبل أهالي نجران إلى النبي ـ صلَّى الله عليه
وآله وسلَّم ـ وأن يضمن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ أمن نجران في ذلك الكتاب، فكتب أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ـ عليه السَّلام ـ وبأمر من النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ نص
الكتاب التالي:«بسم اللّه الرحمن الرحيم. هذا ما كتب النبي محمد ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ رسول اللّه لنجران
وحاشيتها إذا كان له عليهم حكمة في كلّ ثمرة وصفراء وبيضاء وسوداء ورقيق فأفضل عليهم وترك ذلك لهم:
1 . بحار الأنوار:21/281.2 . كساء.3 . الأحزاب:33.4 . الكشاف:1/328«لينبه على لطف مكانهم وقرب منزلتهم...».