مناقشة نظرية المودودي - فکر الخالد فی بیان العقائد نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فکر الخالد فی بیان العقائد - نسخه متنی

جعفر سبحانی تبریزی؛ ترجمه: خضر ذوالفقاری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

مناقشة نظرية المودودي

إنّ أساس الخطأ الذي وقع فيه الكاتب أنّه تصوّر أنّ الاعتقاد بالسلطة
الغيبية للأشخاص يُعدّ شركاً وثنويةً مطلقاً، ولم يفرّق أو لم يرد أن يفرّق بين نوعين من الاعتقاد،
فلا شكّ أنّه يوجد فرق أساسيٌ بين الاعتقاد بالسلطة الغيبية المتكئة على السلطة والقدرة الإلهية
وبين الاعتقاد بالسلطة المستقلة عن سلطة اللّه سبحانه، والذي يُعدّ سبباً للشرك هو الاعتقاد
الثاني دون الأوّل.

إنّ القرآن الكريم يذكر وبصراحة تامة أسماء عدد من الأشخاص الذين كانوا يتمتعون بسلطة غيبية وأنّ
إرادتهم كانت حاكمة على القوانين الطبيعية.
وها نحن نذكر أسماء عدد من هؤلاء الذين صرح القرآن بامتلاكهم لتلك القدرة.

1. النبي يوسف ـ عليه السَّلام ـ والسلطة الغيبية

لقد أمر يوسف ـ عليه السَّلام ـ إخوته بقوله الذي حكاه عنه القرآن الكريم:

( اذْهَبُوا بِقَمِيصي هذا
فَألْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً... فَلَمّا أَنْ جاءَ الْبَشيرُ أَلْقاهُُ عَلى
وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً... ).(1)

إنّ ظاهر الآية يفيد أنّ رجوع البصر إلى يعقوب كان بإرادة يوسف، وأنّه لم يكن فعلاً مباشرياً للّه
سبحانه، وإنّ ما فعله يوسف كان بقدرة مكتسبة منه سبحانه.

ولو كان إشفاء يعقوب مستنداً إلى اللّه سبحانه مباشرة بلا دخالة يوسف، لما أمر إخوته أن يلقوا قميصه
على وجه أبيهم، بل يكفي هناك دعاؤه من مكان بعيد، وليس عمله هذا إلاّ تصرّفاً لولي اللّه في الكون
بإذنه سبحانه.



1 . يوسف:93ـ 96.

/ 425