عليه وآله وسلم) إليهم على النصف.
وعن سعيد بن المسيب قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لليهود يوم فتح خيبر: أقركم ما أقركم الله، على أن التمر بيننا وبينكم. فكان يبعث عبد الله بن رواحة فيخرص بينه وبينهم، ثم يقول: إن شئتم فلكم وإن شئتم فلي، فكانوا يأخذونه.
وعن مقارضة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يهود أهل خيبر على أن لنا النصف ولكم نصف. قال: يكفونا العمل. فلما طاب ثمرهم أتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: ابعث خارصاً يخرص بيننا وبينك، فبعث عبد الله بن رواحة، فطاف في نخلهم فنظر إليه، ثم قال: والله ما أعلم ما يخرج عنكم، وإن شئتم أعطيناكم أربعين ألف وسق وتخرجون عنا. قال: فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض، وبهذا يغلبونكم.
وعن الضحاك: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن رواحة خارصاً بين المسلمين واليهود فيخرص عليهم، فإذا قالوا تعديت علينا قال: إن شئتم فلكم، وإن شئتم فلنا، فتقول اليهود: بهذا قامت السماوات والأرض.
وعن ابن عباس قال: أعطى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أهل خيبر خيبر بالنصف، ثم بعث إليهم عبد الله بن رواحة ليقاسمهم، وأتاهم فقال: إن شئتم فأقسموا ثم خيروني، وإن شئتم قسمت ثم خيرتكم. فقالوا قضيت بما في ناموس موسى عليه السلام .
عن عكرمة قال: قدم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب مكة، فقالت لهم قريش: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد، قالوا: ما أنتم وما محمد؟ قالوا: نحن ننحر الكوماء، ونفك العناء، ونسقي اللبن على الماء، ونسقي الحجيج، ونصل الأرحام. قالوا: فما محمد؟ قالوا صنبور، قطع أرحامنا. وأتبعه سراق الحجيج بنو غفار، فنحن أهدى سبيلاً أم محمد؟ قالوا: أنتم، فانزل الله: [ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا] (19).
عن ابن أبي هلال: أنه بلغه أن مسيلمة الكذاب كتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله، سلام عليك أما بعد: فإني قد أشركت في الأمر معك وان لنا نصف الأرض ولقريش نصفها؛ ذلك بأنهم قوم يعدلون.
فكتب إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فـ [ ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين] .(20) وعن ابن عباس: أن مسيلمة قدم في جيش عظيم حتى نزل في نخل(رملة) بنت الحارث، فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس معه إلا ثابت بن قيس ابن شماس في يده جريدة حتى وقف عليه، فقال: (لو أنك سألتني هذه ما أعطيتك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وهذا ثابت يجيبك عني وإني لأحسبك الذي أريت).
قال: ابن عباس: فطلبت رؤيا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحدثني أبو هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: بينا أنا نائم أريت كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابين يخرجان بعدي: العنسي صاحب صنعاء، ومسيلمة صاحب اليمامة.
عن يزيد بن أبي حبيب قال: تنبأ في عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة: مسيلمة، وامرأته، وطلحة، والأسود بن كعب، وعجرة.
وعن عبد الله بن مغفل المزني قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا هاجر أحد من العرب وكّل به رجلاً من الأنصار، فقال: (فقهه في الدين، وأقرئه القرآن) فهاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوكل بي رجلاً من الأنصار ففقهني في الدين، وأقرأني القرآن، وكنت اغدوا عليه فأجلس ببابه حتى يخرج متى يخرج، فإذا خرج ترددت معه في حوائجه فأستقرئه القرآن، وأسأله في الدين حتى يرجع إلى بيته،