الا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان ، فقالوا : وما قدر ما يحسن هذا ، فقال له : أنه من اهل بيت قد زقوا العلم زقا ،(1) ولم يزالوا به حتى اذن له بالصعود.
فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم خطب خطبة ابكى منها العيون ، واوجل منها القلوب ؛ فقال فيها : أيها الناس ، اعطينا ستاً ، وفضلنا بسبع ، اعطينا : العلم والسماحة ، والفصاحة والشجاعة ، والمحبة في قلوب المؤمنين ، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد صلى الله عليه وآله ، ومنا الصديق ، ومنا الطيار ، ومنا أسد الله وأسد رسوله ، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول(2) ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وسيد شباب أهل الجنة ، فمن عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي ، انا ابن مكة ومنى ،
(1) زق الطير اي وضع الطعام في فمه. (2) ذكر الفتال الشهيد في روضة الواعظين ان الرسول (ص) سئل ما البتول فانا سمعناك تقول ان مريم بتول ، وان فاطمة بتول فقال : البتول التي لم تر حمرة قط ولم تحض فان الحيض مكروه في بنات الانبياء.