مزهر في علوم اللغة و انواعها

عبد الرحمان بن ابي بكر سيوطي؛ تحقیق: فؤاد علي منصور

نسخه متنی -صفحه : 928/ 692
نمايش فراداده

ذكر ما ترك فيه الهمز وأصله الهمز وعكسه

قال ابن دريد في الجمهرة .

قال أبو عبيدة : تركت العرب الهمز في أربعة أشياء لكثرة الاستعمال : في الخابية وهي من خبأت .

والبريّة وهي من برأ الله الخلق .

والنبيّ وهو من النبأ .

الذُّرّية هي من ذرأ الله الخلق .

وفي الصّحاح:تركوا الهمز في هذه الأحرف الأربعة إلاّ أهل مكة فإنهم يهمزونها ولا يهمزون غيرها ولا يخالفون العرب في ذلك.

وقال ابن السكيت في الإصلاح : قال يونس :

أهل مكة يخالفون غيرهم من العرب فيهمزون النبي والبرية والذرية والخابية .

قال : ومما تركت العرب همزه قولهم : ليست له روية وهو من رَوّأْت في الأمر .

والملك وأصله ملأك لأنه من الألوكة وهي الرسالة .

وفي الصّحاح : في كتاب المقصور والممدود : قد اجتمعت العرب على أيدي سبا وأيادي سبا بلا همز وأصله الهمز ولكنه جرى في هذا المثل على السكون فترك همزه .

قال العجاج : [ من الرجز ] ( من صادرٍ أو واردٍ أيدي سبا )

ومن عكس ذلك :

قال في الصّحاح : وربما خرجت بهم فصاحتهم إلى أن يهمزوا ما ليس بمهموز .

قالوا : لبأْت بالحج وحلأت السويق ورثأت الميت .

وفيه : اجتمعت العرب على همز المصائب وأصلها الياء وكأنهم شبهوا الأصلي بالزائد .

وفيه : يقال افتأتَ برأيه أي انفرد واستبد به .

وهذا الحرف سمع مهموزاً .