سلسلة الينابيع الفقهية، کتاب الجهاد، کتاب السبق و الرماية ج9

علي أصغر مرواريد

جلد 24 -صفحه : 281/ 210
نمايش فراداده

" إلا أن يصدقوا " معناه يتصدقوا، وهو فيقراءة أبي فأدغمت التاء في الصاد لقرب مخرجهما.

فصل:

وقوله تعالى: فإن كان من قوم عدو لكم وهومؤمن فتحرير رقبة مؤمنة، يعني إن كان هذا القتيل الذي قتله المؤمن خطأ من قومهم أعداء لكم مشركون وهو مؤمن فعلى قاتله تحرير رقبة مؤمنة.

واختلفوا في معناه:

فقال قوم: إذا كان القتيل في عداد أعداءوهو مؤمن بين أظهرهم لم يهاجر فمن قتله فلا دية له وعليه تحرير رقبة مؤمنة لأنالدية ميراث وأهله كفار لا يرثونه، هذاقول ابن عباس.

وقال آخرون: بل عني به من أهل الحرب منتقدم دار الاسلام ثم يرجع إلى دار الحرب، فإذا مر بهم جيش من أهل الاسلام فهرب قومهوأقام ذلك المسلم بينهم فقتله المسلمونوهم يحسبونه كافرا.

ثم قال: وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاقفدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة، معناه إن كان القتيل الذي قتله المؤمن خطأمن قوم بينكم وبينهم أيها المؤمنون ميثاق -أي عهد وذمة - وليسوا أهل حرب لكم فدية مسلمةإلى أهله تلزم عاقلة قاتله وتحرير رقبة مؤمنة على القاتل كفارة لقتله.

واختلفوا في صفة هذا القتيل الذي هو منقوم بيننا وبينهم ميثاق أ هو مؤمن أم كافر؟

فقال قوم: هو كافر إلا أنه يلزم قاتله ديتهلأن له ولقومه عهدا، ذهب إليه ابن عباس.

وقال آخرون: بل هو مؤمن فعلى قاتله ديتهيؤديها إلى قومه من المشركين لأنهم أهل ذمة، وهو المروي في أخبارنا إلا أنهمقالوا: يعطي ديته ورثته المسلمين دونالكفار.

والميثاق: العهد، والمراد به ههنا الذمةوغيرها من العهود.

والخطأ: هو أن يريد شيئا فيصيب غيره