تفسير السمعاني (جزء 4)

احمد بن منصور سمعانی؛ محققین: یاسر بن ابراهیم، غنیم بن عباس بن غنیم

نسخه متنی -صفحه : 480/ 48
نمايش فراداده

كذلك وأورثناها بني إسرائيل (59) فأتبعوهم ...

كذلك وأورثناها بني إسرائيل (59) فأتبعوهم مشرقين (60) فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون (61)

قوله تعالى: (فلما تراءى الجمعان) أي: التقى الجمعان، ومعنى التلاقي هو أنه رأى هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء.

وقوله: (قال أصحاب موسى إنا لمدركون) بالتشديد، والمعنى ما بينا.

قوله تعالى: (قال كلا) أي: ارتدعوا عن هذا القول ولا تقولوه، فإنهم لا يدركونكم.

وقوله: (إن معي ربي سيهدين) معناه: إن معي ربي بالحفظ والنصرة.

وقوله: (سيهدين) أي: يدلني على طريق النجاة، والهداية هي الدلالة على طريق النجاة.

قوله تعالى: (فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر)

في القصة: أن مؤمن آل فرعون كان قدام بني إسرائيل، فقال لموسى: يا نبي الله، أين أمرك ربك؟

فقال: أمامك. قال: يا نبي الله، أمامي البحر؟!!

قال موسى: والله ما كذبت ولا كذبت.

وروى أن يوشع بن نون قال لموسى: يا نبي الله، أين أمرك ربك؟ قال: البحر. قال: أقتحمه؟

قال: نعم، فاقتحم البحر ومر، فلما جاء بنو إسرائيل واقتحموا انغمسوا في البحر، وأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر. وروى أن موسى اقتحم البحر فرده التيار، فقال للبحر: انفرق، فلم ينفرق، فأمر الله تعالى أن يضربه بالعصا فضربه للمرة الأولى، فأط البحر، ثم ضربه الثانية فأط، ثم ضربه الثالثة فانفرق، وهو معنى قوله تعالى: (فانفلق).

وقوله: (فكان كل فرق) أي: فلق، والفرق والفلق واحد.

وقوله: (كالطود العظيم) أي: الجبل العظيم، قال الشاعر:


  • حلوا بأبقرة تسيل عليهم ماء الفرات يجيء من أطواد

  • ماء الفرات يجيء من أطواد ماء الفرات يجيء من أطواد