تفسير ابن عربي (جزء 2)

محمد بن علی ابن عربی؛ محقق: عبد الوارث محمد علی

نسخه متنی -صفحه : 400/ 54
نمايش فراداده

(الذين إن مكناهم في الأرض) بالاستقامة بالوجود الحقاني (أقاموا) صلاة المراقبة والمشاهدة (وأتوا) زكاة العلوم الحقيقية والمعارف اليقينية من نصاب المكاشفة مستحقيها من الطلبة (وأمروا) القوى النفسانية والنفوس الناقصة (بالمعروف) من الأعمال الشرعية والأخلاق المرضية في مقام المشاهدة، ونهوهم (عن المنكر) من الشهوات البدنية واللذات الحسية والرذائل المردية والمعاملة (ولله عاقبة الأمور) بالرجوع إليه.

تفسير سورة الحج من آية 42 - 53

الفرق بين النبي والرسول، أن النبي هو الواصل بالفناء في مقام الولاية، الراجع بالوجود الموهوب إلى مقام الاستقامة متحققا بالحق، عارفا به، متنبئا عنه وعن ذاته وصفاته وأفعاله وأحكامه بأمره، مبعوثا للدعوة إليه على شريعة المرسل الذي تقدمه غير مشرع لشريعة ولا واضع لحكم وملة، مظهرا للمعجزات، منذرا أو مبشرا للناس كأنبياء بني إسرائيل إذ كلهم كانوا داعين إلى دين موسى عليه السلام غير واضعين لملة وشريعة، ومن كان ذا كتاب كداود عليه السلام كان كتابه حاويا للمعارف والحقائق والمواعظ والنصائح دون الأحكام والشرائع.

ولهذا قال عليه السلام: '' علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ''، وهم الأولياء العارفون، المتمكنون. والرسول هو الذي يكون له مع ذلك كله وضع شريعة وتقنين، فالنبي متوسط بين الولي والرسول.