تفسير العز بن عبد السلام (جزء 2)

عبد العزیز بن عبد السلام سلمی؛ محقق: عبد الله بن ابراهیم وهبی

نسخه متنی -صفحه : 290/ 213
نمايش فراداده

70 - (من تاب) من الزنا (وآمن) من الشرك وعمل صالحا بعد السيئات (حسنات) يبدلون في الدنيا بالشرك إيمانا وبالزنا إحصانا، وذكر الله تعالى بعد نسيانه وطاعته بعد عصيانه، أو في الآخرة من غلبت سيئاته حسناته بدلت سيئاته حسنات، أو يبدل عقاب سيئاته إذا تاب منها بثواب حسناته التي انتقل إليها. (غفورا) لما سبق على التوبة. (رحيما) بعدها. لما قتل وحشي حمزة كتب إلى الرسول [صلى الله عليه وسلم] هل لي من توبة فإن الله تعالى أنزل بمكة إياسي من كل خير. (والذين لا يدعون مع الله) الآية [68] وأن وحشيا قد زنا وأشرك وقتل النفس فأنزل الله تعالى: (إلا من تاب) من الزنا وآمن بعد شرك وعمل صالحا بعد السيئات الآية. فكتب بها الرسول [صلى الله عليه وسلم] اليه فقال: هذا شرط شديد ولعلي لا أبقى بعد التوبة حتى أعمل صالحا. فكتب إلى الرسول [صلى الله عليه وسلم] هل من شيء أوسع من هذا. فنزلت (إن الله لا يغفر أن يشرك به) الآية [النساء: 66] فكتب بها الرسول [صلى الله عليه وسلم] إلى وحشي فقال: إني أخاف أن لا أكون من مشيئة الله فنزل في وحشي وأصحابه (قل يا عبادي الذين أسرفوا) الآية [الزمر: 53] فبعث بها إلى وحشي فأتى الرسول [صلى الله عليه وسلم] فأسلم.

(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما والذين إذا ذكروا بئايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)

72 - (الزور) الشرك بالله، أو أعياد أهل الذمة وهو الشعانين، أو الغناء، أو مجالس الخنا، أو لعب كان في الجاهلية، أو الكذب، أومجلس كان النبي [صلى الله عليه وسلم] يشتم فيه. (باللغو) كان المشركون إذا سبوهم وآذوهم أعرضوا عنهم وإذا ذكروا النكاح كفوا عنه، ويكنون عن الفروج إذا ذكروها، أو إذا مروا بإفك المشركين أنكروه، أو المعاصي كلها ومرورهم بها (كراما) تركها والإعراض عنها.

73 - (لم يخروا) لم يقيموا، أو لم يتغافلوا. (صما وعميانا) لكنهم سمعوا الوعظ وأبصروا الرشد.

74 - (من أزواجنا) اجعل أزواجنا وذريتنا قرة أعين أو ارزقنا من أزواجنا اولادا ومن ذريتنا أعقابا، وقرة العين: أن تصادف العين ما يرضيها فتقر على النظر إليه دون غيره، أو القر البرد معناه برد الله دمعها، دمع السرور بارد، ودمع الحزن حار، وضد قرة العين سخنة العين. (قرة أعين) أهل طاعة تقر أعيننا في الدنيا بصلاحهم وفي الآخرة / [135 / ب] بالجنة (إماما) أئمة هدى يهتدى بنا '' ع ''، أو نأتم بمن قبلنا حتى يأتم بنا من بعدنا، أو أمثالا، أو قادة إلى الجنة، أو رضا. (أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما خالدين فيها حسنت مستقرا ومقاما قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما)