تفسير العز بن عبد السلام (جزء 2)

عبد العزیز بن عبد السلام سلمی؛ محقق: عبد الله بن ابراهیم وهبی

نسخه متنی -صفحه : 290/ 226
نمايش فراداده

10 - (جان) الحية الصغيرة سميت بذلك لاختفائها واستتارها، أو / [130 / أ] الشيطان لأنهم يشبهون كل ما استهولوه بالشياطين لقوله: (طلعها كأنه رؤوس الشياطين) [الصافات: 65] وقد كان انقلابها إلى أعظم الحيات وهو الثعبان قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: ولما توجه إلى مدين أعطاه العصا ملك من الملائكة. (ولم يعقب) لم يرجع، أو لم ينتظر، أو لم يلتفت. (لا يخاف لدي) أي لا يخافون في الموضع الذي يوحى إليهم فيه وإلا فهم أخوف الخلق لله تعالى.

11 - (إلا من ظلم) من غيرالمرسلين فيكون الاستثناء منقطعا، أو أراد آدم ظلم نفسه بأكل الشجرة، أو يخافون مما كان منهم قبل النبوة كقتل موسى للقبطي، أو يخافون من الصغائر بعد النبوة لأنهم غير معصومين منها. (ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن اشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)

15 - (علما) فهما، أو قضاء، أو علم الدين، أو منطق الطير، أو بسم الله الرحمن الرحيم، أو صنعة الكيمياء.

وهو شاذ (فضلنا) بالنبوة، أو الملك، أو العلم.

16 - (وورث سليمان) نبوة داود وملكه، أوسخر له الشياطين والرياح، أو استخلفه في حياته على بني إسرائيل فسمي ذلك وراثه، وكان لداود تسعة عشر ابنا.

17 - (يوزعون) يساقون، أو يدفعون، أو يدفع أخراهم ويوقف أولاهم، أو يسحبون، أويجمعون، أو يحبسون، أو يمنعون، وزعه عن الظلم: منعه منه، وقالوا لا بد للسلطان من وزعه: أي من يمنع الناس عنه، وقال عثمان: ما وزع الله بالسلطان أكثر مما وزع بالقرآن، والمراد بهذا المنع أن يرد أولهم على آخرهم ليجتمعوا ولا يتفرقوا.

18 - (واد النمل) بالشام، وكان للنمله جناحان فعلم منطقها لأنها من الطير ولولا ذلك لما علمه، قاله الشعبي. (يحطمنكم) يهلكنكم (وهم) والنمل (لا يشعرون) بسليمان وجهوه، أو سليمان وجنوده لا يشعرون بهلاك النمل، قيل سمع كلامها من ثلاثة أميال حملته الريح إليه. وسميت نملة لتنملها، وهو كثرة حركتها وقلة قرارها.