تفسير العز بن عبد السلام (جزء 2)

عبد العزیز بن عبد السلام سلمی؛ محقق: عبد الله بن ابراهیم وهبی

نسخه متنی -صفحه : 290/ 254
نمايش فراداده

49 - (بل هو آيات) يعني النبي [صلى الله عليه وسلم] في كونه لا يقرأ ولا يكتب آيات بينات في صدور العلماء من أهل الكتاب لأنه في كتبهم بهذه الصفة، أو القرآن آيات بينات في صدور النبي [صلى الله عليه وسلم] والمؤمنين به خصوا لحفظه في صدورهم بخلاف من قبلهم فإنهم كانوا لا يحفظون كتبهم عن ظهر قلب إلا الأنبياء (الظالمون) (المشركون) (وقالوا لولا أنزل عليه ءايات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون قل كفى بالله بين وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين ءامنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون)

50، 51 - (لولا أنزل) اقترحوا عليه الآيات ليجعل الصفا ذهبا وتفجير الأنهار، أو سألوه مثل آيات الأنبياء كالناقة والعصا واليد وإحياء الموتى (الآيات) عند الله تعالى يخص بها من شاء من الأنبياء (وإنما أنا نذير) لا يلزمني الإتيان بالمقترح من الآيات وإنما يلزمني أنه يشهد على تصديقي وقد فعل الله تعالى ذلك وأجابهم بقوله: (أو لم يكفهم) دلالة على نبوتك القرآن بإعجازه واشتماله على الغيوب والوعود الصادقة، أو أراد بذلك ما روي أن الرسول [صلى الله عليه وسلم] أتي بكتاب في كتف فقال: ' كفى بقوم حمقا أن يرغبوا عما جاءهم به نبيهم إلى غير نبيهم، أو كتاب غير كتابهم ' فنزلت (أو لم يكفهم) (لرحمة) استنقاذا من الضلال. (وذكرى) إرشادا إلى الحق (لقوم يؤمنون) يقصدون الإيمان دون العناد.

52 - (شيهدا) لي بالصدق ' ع ' والإبلاغ وعليكم بالكذب والعناد. (بالباطل) إبليس، أو عبادة الأصنام (الخاسرون) بعذاب النار. (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعلمون)

53 - (ويستعجلونك بالعذاب) عنادا، أو استهزاء كقول النضر (إن كان هذا هو االحق) الآية: [32 الأنفال] (أجل مسمى) القيامة، أو أجل الحياة إلى الموت وأجل الموت إلى البعث، أو النفخة الأولى أو الوقت الموقت لعذابهم. (بغتة) فجأة. (لا يشعرون) بنزوله قال الرسول [صلى الله عليه وسلم]: تقوم الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم الساعة '. (يا عبادي الذين ءامنوا إن أرضى واسعة فإياي فاعبدون كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون والذين ءامنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم.)

56 - (أرضي واسعة) فجانبوا العصاة بالخروج من أرضهم، أو اطلبوا أولياء الله تعالى، أو رحمتي واسعة، أو رزقي واسع. (فاعبدون) بالهجرة إلى المدينة، أو بأن لا تطيعوا أحدا في معصيتي، أو فارهبون.