قوله تعالى (لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) قال فيه (لم يطمث الإنسية إنسي ولا الجنية جنى الخ) قال أحمد: يشير إلى الرد على أن من زعم أن الجن المؤمنين لا ثواب لهم وإنما جزاؤهم ترك العقوبة وجعلهم ترابا. وقال في قوله (ومن دونهما جنتان) إنما تقاصرت صفة هاتين الجنتين عن صفة الأوليين حتى قال ومن دونهما لأنه قال - مدهامتان - وذلك دون ذواتا أفنان، ونضاختان وذلك دون تجريان، وفاكهة وذلك دون من كل فاكهة وكذلك صفة الحور.
(بسم الله الرحمن الرحيم)
قوله تعال (ليس لوقعتها كاذبة) قال فيه (كاذبة صفة تقدير موصوفها نفس كاذبة الخ).
قوله تعالى (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم) قال فيه (ما تعجيب من حال المقربين الخ) قال أحمد: اختار ما هو المختار لأنه أقعد بالفصاحة، لكن بقى التنبيه على المخالفة بين المذكورين في السابقين وفى أصحاب اليمين، مع أن كل واحد منهما إنما أريد به التعظيم والتهويل لحال المذكورين فنقول: التعظيم المؤدى بقوله السابقون أبلغ من قرينه، وذلك أن مؤدى هذا أن أمر السابقين وعظمة شأنه ما لا يكاد يخفى، وإنما تحيرفهم السامع فيه مشهور، وأما المذكور في قوله - وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة - فإنه تعظيم السامع بما ليس عنده منه علم السابق، ألا ترى كيف بسط حال السابقين بقوله - أولئك المقربون - فجمع بين اسم الإشارة المشار به إلى معروف، وبين الإخبار عنه بقوله المقربون معرفا بالألف واللام العهدية، وليس مثل هذا مذكورا في بسط حال أصحاب اليمين فإنه مصدر بقوله - في سدر مخضود -.