قوله تعالى (فلا أقسم بمواقع النجوم) قال فيه (لا زائدة مؤكدة مثلها في قوله - لئلا يعلم أهل الكتاب -
قال: وقرأ الحسن فلأقسم واللام في هذه الابتداء الخ) قلت: تلخيص الرد بهذا الوجه الثاني أن سياق الآية يرشد
إلى أن قسم بمواقع النجوم واقع، ويدل عليه القراءة الأخرى على زيادة لا، ومقتضى جعلها جوابا لقسم محذوف
أن لا يكون القسم بمواقع النجوم واقعا بل مستقبلا فتتنافر القراءتان إذا، والله الموفق للصواب. ثم قال (قوله
- وإنه لقسم لو تعلمون عظيم - اعتراض فيه اعتراض، فالجملة الكبرى اعتراض بين القسم والجواب الخ) قال
أحمد: وعلى هذا التفسير يكون جواب القسم مناسبا للمقسم مثل قوله - حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا -
ومن واديه * وثناياك إنها إغريض * كما تقدم.
القول في سورة الحديد
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) قال فيه (إن قلت: ما معنى الواو؟ وأجاب بأن المتوسطةبين الأول والآخر للجمع بين معنى الأولية والبقاء الخ) قال: ومعنى الظاهر: أي بالأدلة، والباطن: أي عن
الحواس: قال: وفيه دليل الرد على من زعم أنه تعالى يرى في الآخرة بالحاسة. قلت: لا دليل فيه على ذلك، فإن
لنا أن نقول: إن المراد عدم الإدراك بالحاسة في الدنيا لا في الآخرة، ونحن نقول به أو في الآخرة، والمراد الكفار
والجاحدون للرؤية كالقدرية، ألا ترى إلى قوله - كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون - فإن قيل: تقييد وتخصيص
على خلاف الظاهر.