القول في سورة الانفطار
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (ما غرك بربك الكريم) قال فيه (إن قلت: قوله ما غرك بربك الكريم ما معناه، وكيف يطابقالوصف بالكرم الخ؟) قال أحمد: حجة الزمخشري ههنا فارغة، فإن الآية إنما وردت في الكفار بدليل قوله
- كلا بل تكذبون بالدين - ونحن نوافقه على خلودهم وانقطاع معاذيرهم لا على أن تخليدهم واجب على الله تعالى
بمقتضى الحكمة، فإن الله لا يجب عليه شئ، ويجوز عقلا أن يثيب الكافر ويخلده في الجنة، وبالعكس في المؤمن،
ولولا ورود السمع بإثابة المؤمنين وعذاب الكافرين فيتعين المصير إليه لكان ما ذكرناه في الجواز والاحتمال،
فإن الله عز وجل يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
القول في سورة المطففين
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون) قال فيه (لما كان اكتيالهم على الناس اكتيالا يضرهم الخ)قال أحمد: لا منافرة فيه ولا يجعل هذا القائل الضمير دالا على مباشرة ولا إشعار أيضا فيه بذلك، وإنما يكون نظم
الكلام على هذا الوجه إذا كان الكيل من جهة غيرهم استوفوه، وإذا كان الكيل من جهتهم خاصة أخسروه سواء
مباشروه؟ أولا، وهذا أنظم كلام وأحسنه والله أعلم. والذي يدلك على أن الضمير لا يعطى مباشرة الفعل أن لك أن
تقول: الامراء هم الذين يقيمون الحدود لا السوقة، ولست تعنى أنهم يباشرون ذلك بأنفسهم، وإنما معناه أن
فعل ذلك من جهتهم خاصة. عاد كلامه، قال: والتعلق في إبطال هذا بخط المصحف لعدم الألف بعد الواو
ركيك الخ.