عاد كلامه، قال (الثاني أن
سياق الانكار والذم إلى قوله - ربى أهانن - بمعنى أنه إذا تفضل عليه بالخير اعترف بتفضل الله تعالى، وإذا لم يتفضل
عليه سمى ترك التفضل هوانا وليس بهوان، ويعضد هذا الوجه ذكر الاكرام في قوله - فأكرمه -) قال أحمد:
كأنه يجعل قوله فأكرمه توطئة لذمه على قوله أهانن لا أنه مذموم معه. عاد كلامه، قوله تعالى (كلا بل لا تكرمون
اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) الآية. قال فيه (إنما أضرب عن الأول للاشعار بأن هنا ما هو أشر من
القول الأول الخ) قال أحمد: وفى هذه الآية إشعار بإبطال الجواب الثاني من جوابي الزمخشري، فإنه جعل قوله
أكرمن غير مذموم، ودلت هذه الآية على أن المعنى أن للمكرم بالبسط بالرزق حالتين: إحداهما اعتقاد أن إكرام
الله له عن استحقاق الثانية أشد من الأولى، وهى أن لا يعترف بالاكرام أصلا لأنه يفعل أفعال جاحدي النعمة
فلا يؤدى حق الله الواجب عليه في المال من إطعام اليتيم والمسكين. عاد كلامه، قال: وقوله (وتأكلون التراث
أكلا لما) يجوز فيه وجوه: منها أنهم يجمعون إلى نصيبهم من الميراث نصيب غيرهم الخ.
القول في سورة البلد
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد)قال: أقسم سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن
الانسان خلق مغمورا الخ.