القول في سورة والعاديات
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (والعاديات ضبحا) الآية.قال (أقسم بخيل الغزاة تعدو فتضبح والضبح صوت أنفاسها إلخ)
قال أحمد: ولم يذكر حكمة الإتيان بالفعل معطوفا على الاسم فنقول: إنما عطف أثرن على الاسم الذي هو العاديات
وما بعده لأنها أسماء فاعلين تعطي معنى الفعل، وحكمة مجئ هذا المعطوف فعلا عن اسم فاعل تصوير هذه الأفعال
في النفس، فإن التصوير يحصل بإيراد الفعل بعد الاسم لما بينهما من التخالف وهو أبلغ من التصوير بالأسماء
المتناسقة، وكذلك التصوير بالمضارع بعد الماضي وقد تقدمت له شواهد أقربها قول ابن معديكرب:
بأني قد لقيت الغول تهوى
فأضربها بلا دهش فخرت
صريعا لليدين وللجزان
بسهب كالصحيفة صحصحان
صريعا لليدين وللجزان
صريعا لليدين وللجزان