القول في سورة القيمة
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين) الآيات.قال فيه: كان الكفار من
الفريقين أهل الكتاب وعبدة الأوثان يقولون قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا ننفك مما نحن عليه إلخ.
القول في سورة الزلزلة
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) قال فيه (إن قلت: حسنات الكافرمحبطة بالكفر إلخ) قال أحمد: السؤال مبني على قاعدتين: إحداهما أن حسنات الكافر محبطة بالكفر وهذه فيها
نظر فإن حسنات الكافر محبطة: أي لا يثاب عليها ولا ينعم، وأما تخفيف العذاب بسببها فغير منكر، وقد وردت به
الأحاديث الصحيحة، وقد ورد أن حاتما يخفف الله عنه لكرمه ومعروفه، وورد ذلك في حق غيره كأبي طالب
أيضا، فحينئذ لحسنات الكافر أثر ما في تخفيف العذاب، فيمكن أن يكون المرئي هو ذلك الأثر والله أعلم.
وأما
القاعدة الثانية وهي القول بأن اجتناب الكبائر يوجب تمحيص الصغائر ويكفرها عن المؤمن فمردود عند أهل السنة
فإن الصغائر عندهم حكمها في التكفير حكم الكبائر تكفر بأحد أمرين: إما بالتوبة النصوح المقبولة، وإما
بالمشيئة لا غير ذلك، وأما اجتناب الكبيرة عندهم فلا يوجب التكفير للصغيرة فالسؤال المذكور إذا ساقط عن أهل
السنة، ولكن الزمخشري التزم الجواب عنه للزومه على قاعدته الفاسدة، والله الموفق.