القول في سورة النجم
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (فكان قاب قوسين) قال فيه (تقديره فكان مسافة قربه مثل قاب قوسين إلى آخره) قال أحمدوقد قال بعضهم: إنه كناية عن المعاهدة على لزوم الطاعة، لأن الحليفين في عرف العرب إذا تحالفا على الوفاء
والصفاء ألصقا وترى قوسيهما. قلت: وفيه ميل لقوله - أو أدنى -.قوله تعالى (فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال فيه (هذا تفخيم للوحى الذي أوحى الله إليه) قال أحمد: التفخيم
لما فيه من الإبهام كأنه أعظم من أن يحيط به بيان وهو كقوله - إذ يغشى السدرة ما يغشى - وقوله - فغشيهم من اليم
ما غشيهم -.قوله تعالى (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال فيه (معناه: قد رأى من آيات ربه الآيات التي الخ) قال
أحمد: ويحتمل أن تكون الكبرى صفة آيات ربه لا مفعولا به، ويكون المرئي محذوفا لتفخيم الأمر وتعظيمه،
كأنه قال: لقد رأى من آيات ربه الكبرى أمورا عظاما لا يحيط بها الوصف، والحذف في مثل هذا أبلغ وأهول،
وهذا والله أعلم أولى من الأول لأن فيه تفخيما لآيات الله الكبرى، وأن فيها ما رآه وفيها ما لم يره، وهو على الوجه
الأول يكون مقتضاه أنه رأى جميع الآيات الكبرى على الشمول والعموم. وفيه بعد، فإن آيات الله تعالى مالا يحيط
أحد علما بجملتها، فإن قال عام أريد به خاص فقد رجع إلى الوجه الذي ذكرنا، والله أعلم.