قال أحمد: هذا القول الثاني مردود بالمشاهدة، والصواب هو الأول ومثله - لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم - وإنما أريد إحدى القريتين هذا هو الصحيح الظاهر، وكما تقول فلان من أهل ديار مصر وإنما بلده محلة واحدة منها.قوله تعالى (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) قال فيه (الوجه يعبر به عن الذات ومساكين مكة يقولون الخ) قال أحمد: المعتزلة ينكرون الصفات الإلهية التي دل عليها العقل فكيف بالصفات السمعية، على أن من الأشعرية من حمل الوجه واليدين والعينين على نحو ما ذكر ولم ير بيانها صفات سمعية، ثم قال: فإن قلت: كيف عد هذا من الآلاء والنعم وحاصله فناء الخلق؟ وأجاب بأن معناه: أنهم يفنون ثم يبعثون إلى دار الجزاء: أي دار النعيم المقيم الحقيق بأن يكون هو النعيم لا غير.