عاد كلامه، قال (إن قلت: كيف فسر ذكر الله بالخطبة
وفيها ذكر غير الله؟ وأجاب بأن ذكر رسول الله والصحابة والخلفاء الراشدين الخ) قال أحمد: الدعاء للسلطان
الواجب الطاعة مشروع بكل حال، وقد نقل عن بعض السلف أن دعا لسلطان ظالم فقيل له: أتدعو له وهو
ظالم؟ فقال: أي والله أدعو له، إن ما يدفع الله ببقائه أعظم مما يندفع بزواله، لا سيما إذا ضمن ذلك الدعاء بصلاحه
وسداده وتوفيقه، والله الموفق.
القول في سورة المنافقين
(بسم الله الرحمن الرحيم)قوله تعالى (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقينلكاذبون) قال (إنما كذبهم لأنهم ادعوا أن شهادتهم بألسنتهم تواطئ لقلوبهم الخ) قال أحمد: ومثل هذا من
نمطه المليح قوله - قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا - وقد كان المطابق لقوله - ولكن قولوا أسلمنا -
أن يقال لهم لا تقولوا آمنا، ولكنه لما كان موهما للنهي عن قول الإيمان عدل عنه على ما فيه من الطباق إلى ما سلم
الكلام فيه من الوهم، وذلك أجل وأعظم من فائدة المطابقة لا سيما في مخاطبة هؤلاء الذين كانوا يتبعون ما تشابه منه
ابتغاء الفتنة، ألا تراهم كيف غالطوا أنفسهم متغابين وليسوا على ضعفهم متجاهلين عندما أنزل قوله - إنكم وما
تعبدون من دون الله حصب جهنم -.