بدعة

جعفر باقري

نسخه متنی -صفحه : 579/ 168
نمايش فراداده

قد انقطع عنها ولم يصلِّها أبو بكر، وبهذايصح اطلاق لفظ (البدعة) عليها بهذاالاعتبار، أي باعتبار انَّها لم تُصلَّ فيبرهة زمنية معينة.

ومن الواضح انَّ كلام (الشاطبي) هنا لايسلم من المعارضة السابقة لكلام (ابنتيمية) المتقدم، وإن كان (الشاطبي) لميصرّح هنا بأن (البدعة) قد استُعملت فيمعناها اللغوي كما فعل (ابن تيمية)، وانماترك الكلام غائماً، ومشوباً بالغموضوالابهام.

وعلى أية حال فان ذكر (الشاطبي) لهذهِالفترة الوسطية التي لم تُصلَّ فيها(التراويح) على ما قال إن كان المراد انّهاتسوِّغ الاستعمال اللفظي ل(البدعة) فيالحادث الذي ليس له مثال سابق، فهو ما لايصح هنا، لأنَّ ترك العمل لمدة معينة غيركافٍ في انطباق عنوان (ما ليس له مثال سابق)عليه، فلو انَّ رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم كان قد صلّى صلاة الاستسقاءمثلاً لقحطٍ أصاب المسلمين، وندرةٍ فيالامطار، ثم ترك الصلاة إلى أن ارتحل إلىالرفيق الأعلى، ثم صُلّيت هذهِ الصلاة بعدعشرين عاماً لنفس السبب السابق، فهل يسوغلنا أن نقول هنا بأنَّ صلاة الاستسقاء(بدعة)، ونطبق اللفظ لغوياً على هذا المعنىالمتأخر زماناً؟ وهل لنا أن نبرر هذاالاستعمال اللغوي باعتبار

الفترة الوسطيةالتي تخللت الفعلين؟!

هذا كله بالاضافة إلى ما ذكرناه سابقاً منحاجة مثل هذا الاستعمال إلى قرينة صارفةتعيِّن المقصود، وتصحح الاستعمال.

وإذا كان مراد (الشاطبي) من ذكر الفترةالوسطية بين الفعلين انَّ اطلاق لفظ(البدعة) هنا اطلاق تسامحي، وانَّه من بابما يعبِّر عنه بالقول: «فلا مشاحة فيالاصطلاح»، فهو مرفوض أيضاً لسببين:

السبب الاول: انَّ هذا المعنى إن تمَّواستقام في شيء، فهو لا يتم في التعامل معمصطلحات الشريعة الاسلامية، وخصوصاً مثلمفهوم (البدعة) الذي يعد من المفاهيمالاسلامية الدقيقة والحساسة، التي لايمكن التسامح في أمر تناولها، وتطبيقهاعلى الموارد