المختلفة، من دون تثبّت، ودقة، واستقصاء،وخصوصاً من قبل الاشخاص الذين يعتلونالمواقع الحساسة التي تطمح اليهاالأبصار، إذ انَّ أية مسامحة من هذاالقبيل، سوف تعرِّض مفاهيم الشريعةالاصطلاحية إلى التذبذب والارتباك. والسبب الثاني: انَّ هذا الامر الذي ذكره(الشاطبي) يمكن أن يجري في اطلاق لفظ(البدعة) على غير موارد الذم والحرمة أيضاًمما لم يكن له وجود في عهد رسول اللّه صلّىالله عليه وآله وسلّم بمثل الاعتبارالمذكور، أي يقال بانَّه (بدعة) باعتبارانَّه لم يكن موجوداً في عهد رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم، ويُعتذر لذلكبالقول بأنَّه لا مشاحة في الاصطلاح،فيرجع الأمر في النتيجة إلى تقسيم (البدعة)إلى مذمومة وممدوحة، إذ يمكن أن نوجدلحاظاً واعتباراً لكل الامور الحادثةالممدوحة، ونبرر تطبيق لفظ (البدعة) عليهاعلى هذا الاساس، وهذا ما رفضه (الشاطبي)أشدَّ الرفض، حين أكَّد بطلان القولبالتقسيم بشكل مطلق. التبرير الثالث: ما ذكره الشيخ (صالحالفوزان) الذي كان يرفض القول بتقسيم(البدعة) رفضاً قاطعاً حيث يقول: «كل بدعةفي الدين فهي محرّمة وضلالة لقوله صلّىالله عليه وآله وسلّم: (واياكم ومحدثاتالامور فانَّ كل محدثة بدعة، وكل بدعةضلالة)، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم:(مَن أحدثَ في أمرنا هذا ما ليَس منه فهوردّ)، وفي روايةٍ: (مَن عمل عملاً ليس عليهأمرنا فهو رد). فدلَّ الحديث على أنَّ كلَّ محدثٍ فيالدين فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة مردودة،ومعنى ذلكَ انَّ البدع في العباداتوالاعتقادات محرّمة.. مَن قسم البدعة إلىبدعة حسنة وبدعة سيئة فهو غالط ومخطئومخالف لقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم:(فانَّ كل بدعة ضلالة)، لأنَّ الرسول حكمعلى البدع كلِّها بأنها ضلالة، وهذا يقول:ليس كل بدعة ضلالة، بل هناك بدعة حسنة». ثم أردف قائلاً: «وليس لهؤلاء حجّة على انَّ هناك بدعةحسنة إلا قول عمر رضي اللّه عنه في صلاة