تقسيم البدعة
هناك ملاحظة بارزة تطرح نفسها أمامالمتتبع للتعريفات الواردة في مقام تحديدهوية (البدعة) ورسم معالمها، وخصوصاًالتعريفات التي أوردها أبناء العامة لهذاالمفهوم... تلك الملاحظة تتلخص في انَّالكثير من هذهِ التعريفات قد طُبعتبخاصيتين متميزتين:الخاصية الأولى: انَّ هذهِ الحدود جعلتتقسيم (البدعة) الى ممدوحة ومذمومة أساساًلتوضيح مفهومها، وتحديد هويتها، وانطلقتفي بناء أصل التعريف على هذا الأساس.
الخاصية الثانية: انَّ هذهِ الحدود قدسيقت بطريقة لا تصطدم فيها مع قول عمر بشأنصلاة التروايح: «نعمت البدعة هذه».
والملاحظ انَّ هاتين الخاصيتينمتداخلتان، اذ انَّ المؤشرات العلميةتدلل على أنَّ السبب الذي ألجأ القائلينبالتقسيم الى انتهاج هذا السبيل انَّمايكمن في محاولة تخريج المقولة المتقدمةآنفاً ومحاولة تبرير اطلاق لفظ (البدعة)على ما يُعتقد انَّه من الامور الممدوحةوهو (التروايح).
فقد ورد في اُمهات الكتب الحديثية لدىأبناء العامة، بما في ذلك صحيح البخاريأنَّ عمر قد اطّلع في زمان خلافته علىالناس، وهم يتنفلون ليلاً في المسجدالنبوي، في شهر رمضان، فرأى أن يحمعهم علىقارئ واحد، ليصلوا النوافل جماعة، بدلاًمن أن يصلوها فرادى، فجمعهم على أبيّ بنكعب، ثم اطّلع عليهم ليلةً آُخرى، وهميصلّون هذهِ النافلة في جماعة، فأعجبه ذلكوقال: «نعمت البدعة هذه».
وقد كان مفهوم (البدعة) قد أخد بعدهالارتكازي المستفاد من الشريعة في