تمهيد
يعتبر عنصر العمومية والشمول الذيتتميَّز به تعاليم الشريعة الاسلاميةالخاتمة من أبرز العناصر والمقومات التيتمنح هذهِ الشريعة المقدّسة قابليةالديمومة والبقاء ومواكبة السلوكالانساني المتحّرك والمتغيِّر باستمرار.
فقد اُرد لهذه الشريعة أن تمتد في اُفقالحياة إلى حيث اللحظات الاخيرة، وتلبّيجميع احتياجاتها، وتستوعب مختلف أبعادها،بالرؤية الواضحة، والتكليف المشخص،والموقف العملي المحدّد، من خلالالمفاهيم والاحكام المتنوعة التي عالجتجميع جوانب الوجود، ودخلت في كل تفاصيله،انطلاقاً من كون الشريعة الاسلامية هيالشريعة الخاتمة، وهي الشريعة الشاملة،قال تعالى:
(اليَومَ أكملت لَكم دِينَكُم وَأتممتُعَليكُم نِعمتي وَرضيتُ لَكُم الإسلامدَيناً)(1).
وقال أيضاً: (وَأنزلنَا إِلَيكَ الكتابَبِالحقِّ مُصدّقاً لِما بينَ يَديهِ مِنالكتابِ وَمُهيمناً عَليهِ)(2).
فيترشح على أساس ذلك جوهر الأهداف التيتكمن وراء بعثة النبي الاكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم برسالته الخاتمة، والتيتتمثل بتنظيم حياة الانسان، وتقنينحركته، وبرمجة تصرفاته
(1) المائدة: 3.
(2) المائدة: 48.