وفي (كنز العمال) عن علي عليه السلام انَّهقال:
«قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم يوم الخندق: اللهمَّ انكَ أخذتَعبيدة بن الحارث يوم بدر، وحمزة بن عبدالمطلب يوم أُحد، وهذا عليّ، فلا تدعنيفرداً وأنتَ خير الوارثين»(1).
وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام، عن علي عليه السلام قال:
«سلوني عن كتاب اللّه عزَّ وجلَّ،فواللّه ما نزلت آية من كتاب اللّه في ليلولا نهار ولا مسير ومقام إلا وقد أقرأنيهارسول اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّموعلّمني تأويلها.
فقام اليه ابن الكّوا فقال: يا أميرالمؤمنين فما كان ينزل عليه وأنتَ غائبعنه؟
قال: كان رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم ما كان ينزل عليه من القرآن وأناغائب عنه حتى اُقدم عليه فيقرئنيه، ويقوللي: يا علي أنزل اللّه عليَّ بعدَكَ كذاوكذا، وتأويله كذا وكذا، فيعلمني تنزيلهوتأويله»(2).
2 - النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم يسندالى علي عليه السلام المهام الاسلاميةالكبرى
وهنا نحاول أن نستعرض أربعة مواقف رساليةكبيرة ترشّح لها أمير المؤمنين عليهالسلام من بين بقية المسلمين قاطبةً،ونقتصر على هذا المقدار من جملة المواقفالكثيرة التي رقي إليها بطل الاسلام عليعليه السلام باعداد وتوجيه من رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم.. الأمر الذيكان يعني انَّ النبي الاكرم صلّى اللهعليه وآله وسلّم يقوم بعملية إعداد مشهودةللملأ جميعاً للخليفة الذي سيأتي من بعدهوينوء بحمل هذهِ الامانة الثقيلة، ويتأهللاكمال شوط الرسالة بجدارة واقتدار.ومن غير شك انَّ هذهِ العملية الواعيةالتي يقوم فيها رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم بتأهيل أمير المؤمنين علي عليهالسلام وترشيحه إليها تصب في اتجاه الفاتالنظر العام الى موقعه في الاسلام، وتهيئةالارضية الملائمة لترسيخ قاعدة شيعيةموالية تؤصّل هذا الموقع، وتستوعبه
(1) علاء الدين الهندي، كنز العمال، ج: 10، ح:30105، ص: 456 وج: 11، ح: 33034، ص: 623.
(2) أحمد بن علي الطبرسي، الاحتجاج، ج: 1، ص:617، رقم: 140.