اتهام التشيع بالابتداع
بعدَ أن اُصيبَ الكثير من المتعصبين ضدمذهب أهل البيت عليهم السلام بالعجزالحقيقي من ايجاد أية ثغرة عقائديّة يمكنالنفوذ من خلالها للتشكيك في شرعيةالمبادئ والاصول الشيعيّة، وإدراكهم كونهذهِ المبادئ تمثّل خط الرسالة الاسلاميةبكلِّ ما يحمله هذا الخط من أصالة ونقاء،وبعد أن لمسوا عمق انتساب هذا المنهج الىالدين من خلال الوثائق التأريخّية التي لايمكن اغفالُها أو تجاهلها بحالٍ منالأحوال، وبعدَ اليأس من الظفر بأيّةمهاترة في اُصول هذا المنهج ومبانيهالمستقاة من القرآن الكريم وسنّة رسولاللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم... بعدَكلِّ هذا وذاك حاولوا أن ينتحلوا ذريعةًغير مشروعة للنيل من هذا المذهب، وتشكيكالمسلمين بعقائده واُصوله ومبانيه، وذلكعن طريق قذف أصل كيان التشيّع بالابتداع.ولم يكتفوا بالقول بأنَّ التشيّع بدعةمحدثة ليس لها أي ارتباط بالاسلام، واّنماذهبوا الى القول بأنَّ التشيع هو أول بدعةظهرت في الاسلام، وهو أساس لنشوء بقيةالبدع، وأصل لافتراق الامّة الاسلاميةوتمزّقها.
وبهذا يكون مفهوم (البدعة) قد استُغلبطريقة مزوَّرة في سبيل ضرب منهج أهلالبيت عليهم السلام، وحُرِّف عن مواردهالحقيقيّة، ومصاديقه الواقعية الصائبةالى حيث خدمة التعصب والافتراء، وشق وحدةالمسلمين، وايجاد النعرات والخلافات فيمابينهم.
وكان من جرّاء اطلاق هذا اللفظ على كيانالتشيع، وترسيخ هذا الادّعاء