انَّ الفطحيّة والواقفية لا وجود لهم فيهذا العصر، انحصر اسم الشيعة بالشيعةالامامية الاثني عشرية واختصَّ بهم«(1).
نشأة التشيُّع
اختلفت الآراء في مسألة نشأة التشيع،وذهبَ أكثر علماء العامة الى كون التشيعقد نشأ بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليهوآله وسلّم، وتشعبت الاقوال في ذلك فمنهممَن يدّعي نشأته يوم السقيفة، وآخر يقولبعد مقتل عثمان وثالث يذهب الى انه نشأ فييوم صفين. وذهب آخرون الى انَّه نشأبتحركات سياسية من قبل شخصية يهودية يقالله (ابن سبأ)، أو انَّ التشيع فارسي الأصل..إلى غير ذلك من الآراء.ونلاحظ أنَّ الغالبية من هذه الاراء تتجهفي المسار الذي يحاول أن يهيّيء الارضيةالملائمة لرمي التشيع بالابتداع، والقولبأنَّه أمر محدث ليس له أي ارتباط بالدين،وقد نشأ في العصور المتأخرة عن عصرالرسالة، وجاء ليحمل بين طيّاته عواملالتخريب وعناصر التفرقة والشقاق بين صفوفالامة الاسلامية.
وبما انَّ حقيقة التشيع من الحقائق التيضربت جذورها في أعماق التاريخ الاسلامي،وتوغلت الى حيث بدايات الدعوة الىالاسلام، ورافقت مسيرته منذ اللحظاتالاولى، طبقاً للمدارك والمستنداتالتأريخية التي لا تقبل الانكار، وبماأنَّ التشيع قد نما وترعرع في أحضانالرسالة، وبين جوانح الاسلام، وباستمدادمن تعاليمه ومبادئه المثلى.. فانّا نلاحظانَّ اولئكَ الذين حاولوا أن يصوّروا نشوءالتشيع بعيداً عن واقع الاسلام في مراحلهالاولى، لم يكن بوسعهم الابتعاد عن ذلكالعصر كثيراً، لئلا يصطدمو بحقائقالتأريخ الدامغة، ويقعوا في مهاترةمفضوحة معه.. ولذا حاول بعضهم
(1) محمد حسين الزين، الشيعة في التاريخ، ص:30 - 31.