الملحق الأول: خطبة(1) الاشباح(2) لأميرالمؤمنين عليه السلام
روى مسعدة بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمدعليهما السلام انَّه قال: خطب أميرالمؤمنين عليه السلام بهذه الخطبة علىمنبر الكوفة، وذلك انَّ رجلاً أتاه فقالله: يا أمير المؤمنين صف لنا ربنا مثلمانراه عياناً لنزداد له حباً، وبه معرفة،فغضب ونادى: الصلاة جامعة فاجتمع الناسحتى غصّ المسجد بأهله، فصعد المنبر وهومغضب متغير اللون، فحمد اللّه وأثنى عليهوصلّى على النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم ثم قال:الحمدُ للّه الذي لا يَفِره المنعوالجمود(3) ولا يكديه الإعطاء والجود، إذكل معطٍ مُنتَقص سواه، وكل مانع مذموم ماخلاه، وهو المنّان بفوائد النِّعَم،وعوائد المزيد والقِسَم، عياله الخلق،ضمن أرزاقهم، وقدَّر أقواتهم، ونهج سبيلالراغبين اليه، والطالبين ما لديه، وليسبما سئُل بأجود منه بما لم يُسأل، الاولالذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله، والآخرالذي ليس له بعدٌ فيكون شيء بعده، والرادعأناسيَّ الابصارِ عن أن تناله أو تدركه(4)،ما اختلف عليه دهرٌ فيختلف منه الحال، ولاكان في مكانٍ فيجوز عليه الانتقالُ، ولووهبَ ما تنفَّسَت عنه معادن الجبال(5)،وضحكت عنه
(1) وردت الخطبة في نهج البلاغة، الخطبة: 91،والشروح المذكورة في هامش الخطبة تعودللاستاذ الشيخ محمد عبده في شرحه علىالنهج.
(2) الاشباح: الاشخاص، والمراد بهم ها هناالملائكة.
(3) لا يفره لا يزيد ما عنده من البخلوالجمود وهو أشد البخل، ولا يكديه: أي لايفقره.
(4) أناسي: جمع إنسان، وإنسان البصر: هو مايرى وسط الحدقة ممتازاً عنها في لونها.
(5) أبدع الامام في تسمية انفلاق المعادنعن الجواهر تنفساً فانَّ أغلب ما يكون منذلك بل كله عن تحرك المواد الملتهبة في جوفالأرض إلى الخارج وهي في تبخرها أشبهبالنفس، كما أبدع في تسمية انفتاح الصدفعن الدر ضحكاً.