بشرط قبوله بالعمل على سيرة الشيخين،والموقف الحازم الذي لم يتزعزع أمام الملكوالخلافة، حدثَ انعطاف كبير في تاريخالاُمة الاسلامية بتولية (عثمان بن عفان)،وانتهاء أمر خلافته إلى ما سجَّله التأريخمن مآسٍ وكوارث ومحن وأشجان.
فرفضُ أمير المؤمنين علي عليه السلامللعمل على ضوء سيرة الشيخين أدل دليل علىعدم إرادة الخلفاء الاربعة من لفظة(الخلفاء الراشدين) الواردة في الحديث،لأنَّ معنى ذلك أن الشريعة الاسلامية تأمرالمسلمين بالجمع بين المتناقضات، وهو أمرمستحيل.
2 - الخلاف بين الخلفاء الأربعة يناقضالأمر باتباعهم جميعاً
حصلت خلافات حادة بين الخلفاء الأربعةالمدّعى حديث (سنة الخلفاء الراشدين) لهمجميعاً، وعلى حدٍّ سواء، وكانت الدرجةالتي تبلغها بعض هذهِ الخلافات درجة لاتقبل إمكانية الجمع بين الآراء، والتماسالمبررات والأعذار، لانَّها تناولت قضايادينية مصيرية تتعلق بأصل التشريع والسنةالنبوية الشريفة، فلو كان الخلفاءالأربعة بمجموعهم يمثلون مصدراً من مصادرالتشريع على ما يدَّعى استفادته من حديث(سنة الخلفاء الراشدين)، لما أمكننا أننتصور وقوع الاختلاف في أمر التشريعومتعلقاته بأبسط صوَرِهِ وأنحائه، فضلاًعن وقوعه بالدرجة التي لا تقبل الجمعوالتلفيق.وسوف نستعرض بعض النماذج لصور الخلافاتفي اُصول التشريع والاُمور الدينيةالحساسة التي وقعت بين الخلفاء الأربعةعلى مستويين:
المستوى الاول: الخلافات التي وقعت بينأبي بكر، وعمر، وعثمان من جهة، وبين أميرالمؤمنين علي عليه السلام من جهة اخرى.
المستوى الثاني: الخلافات التي وقعت بينكلٍّ من أبي بكر، وعمر، وعثمان.
وهناك مستوىً ثالث للخلاف يسير بنفسالاتجاه، ويبطل دعوى انطباق