فهو مبتدع»(1).
وقد اشترك مَعَ هذا النمط الخاطئ منالتفكير مجموعة اُخرى من علماء العامة،واتهموا من خلال ذلك أتباع مدرسة أهلالبيت عليهم السلام بشتّى ألوان التهموالافتراءات، وأطلقوا على أغلب العباداتالشرعية التي يمارسها الموحدون بقصدالتقرب الى اللّه تعالى، ومن باب انسجامهامَعَ مضامين الشريعة العامة، والأمر بهامن خلال الادلة الكلية.. أطلقوا على هذهِالعبادات لفظ (البدعة) بعفوية واسترسال،ومن دون أن يكلِّفوا أنفسهم النظر فيخلفيات هذه الممارسات ودوافعها الشرعية،والتثبّت عند اطلاق لفظ (البدعة) على مثلهذهِ الامور المنتسبة الى الدين عن طريقالادلة القطعية العامة إذا لم يكن وارداًبشأنها الدليل الخاص، كما هو الغالب فيهذهِ الممارسات.
ولكي نستوعب هذا القيد بصورة أفضل نحاولأن نذكر بعض النماذج والأمثلة التوضيحيةلبعض الامور الحادثة، التي لم يرد فيهادليل خاص، إلا انَّها ترتبط بالدين عنطريق الدليل
الشرعي العام:
أ - الاهتمام بالقرآن الكريم
إنَّ الشريعة الاسلامية قد ندبت المسلمينالى الاهتمام بالقرآن الكريم، وحفظه،وتعاهد أمره، وصيانته، والاعتزاز به،وكانَ من موارد حفظه آنذاك أن يتدارسهالمسلمون، ويتعاطوه باستمرار، ثم حَدَثَأن شرعَ المسلمون بأمر تدوينه، وكتابته..ثم تطوَّر الأمر في الأزمنة اللاحقة الىطباعته وتكثيره، بالأساليب الحديثةوالاجهزة المتطورة، وإخراجه بالحروفالفنية الرائقة، وقد خُصصت لأجل حفظالقرآن وتلاوته في الآونة الأخيرةمؤتمرات دورية عامة، ومحافل متنوعة،ومسابقات إقليمية وعالمية(1) البروسوي، تفسير روح البيان، ج: 9، ص: 385.