انَّ رجلاً قال لرسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم: إنَّ امي افتُلتت نفسها،وانَّها لو تكلمت تصدَّقت، أفأتصدق عنها؟فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم: نعم، فتصدَّق عنها»(1).
وعن كعب بن عجرة قال:
«... قلتُ: يا رسول اللّه! انّي اُكثرالصلاة عليك، فكم أجعل لكَ من صلاتي؟ فقال:ما شئت، قال، قلت: الربع، قال: ما شئت، فانزدت فهو خير لكَ، قلت: النصف، قال: ما شئت،فان زدتَ فهو خير لكَ، قال: قلت: فالثلثين،قال: ما شئت، فان زدت فهو خير لكَ، قلت:أجعل لكَ صلاتي كلَّها، قال: إذاً تكفى همكويغفر لك ذنبك»(2).
فهذه الأحاديث والكثير غيرها تدل بوضوحعلى مطلوبية ذكر الأموات بالدعاء،والقرآن، وأعمال البر الاُخرى، وانَّثواب هذه الاعمال يصل الى الميت في قبرهوينتفع به. قال صاحب
كتاب (صاروخ القرآنوالسنة) حول هذا الموضوع:
«قال مفتي الديار الحضرمّية في رسالتهالمذكورة: أما قراءة القرآن العظيمللاموات، ثم الدعاء بعدها بأن يوصل ثوابالقراءة الى روح فلان.. الخ، فقد كفاناالمؤونة في ذلك الامام العلامة الشيخ محمدالعربي التباني، المدرس بالمسجد الحرام،وأحد أساتذة مدرسة الفلاح بمكة سابقاً،فانّه صنف في هذا الموضوع رسالة سماها(إسعاف المسلمين والمسلمات بجواز القراءةووصول ثوابها للأموات)، ذكر في صدرها انَّقراءة القرآن على الأموات جائزة، يصلثوابها لهم عند جمهور فقهاء الاسلام أهلالسنة، وإن كانت بأُجرة على التحقيق...ثم نقل عن الامام شيخ الاسلام زكريا في(شرح الروض) ما مثاله: (فرع) الاجارةللقراءة على القبر مدة معلومة، أو قدراًمعلوماً، جائزة للانتفاع بنزول الرحمة
(1) النسائي، سنن النسائي، ج: 3، ح: 3651، ص: 560،كتاب الوصايا (7)، إذا مات الفجأة.
(2) الترمذي، سنن الترمذي، ج: 4، ح: 2457، ص: 549،كتاب: صفة القيامة / 23.