البدعة لغةً
للبدعة في اللغة أصلان، أحدهما: (البَدع)،وهو مأخوذ من (بَدَعَ)، وثانيهما:(الابداع)، وهو ما مأخوذ من (أبدعَ).وكلا هذين الاصلين يعطي معنىً واحداً،وهو عبارة عن انشاء الشيء لا على مثالٍسابق، واختراعه وابتكاره بعد أن لم يكن.
يقول الفراهيدي عن (البَدع): «هو إحداث شيءلم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة»(1).
ويقول الراغب عن (الابداع): «هو انشاء صفةٍبلا احتذاء واقتداء»(2).
وينص الأزهري على أنَّ (الابداع) أكثراستعمالاً من (البَدع)، وهذا لا يعني أنَّاستعمال (البَدع) خطأ، وانما هو صحيح ولكنهقليل، فيقول في ذلك: و«(أبدعَ) أكثر فيالكلام من (بَدَعَ)، ولو استعمل (بَدَعَ) لميكن خطأ»(3)!
وعلى هذا الاساس تقول من (البَدع): «بدعتُالشيء إذا أنشأته»(4).
وتقول من (الابداع): ابتدعَ الشيء: أي(أنشأه وبدأه)(5)، وتقول أيضاً: «أبدعتُالشيء أي اخترعته لا على مثال»(6).
(1) الفراهيدي، العين، ج: 2، ص: 54.
(2) الراغب الاصفهاني، معجم مفردات الفاظاالقرآن الكريم، ص: 36.
(3) الأزهري، تهذيب اللغة، ج: 2، ص: 241.
(4) ابن دريد، جمهرة اللغة، ج: 1، ص: 298.
(5) ابن منظور، لسان العرب، ج: 8، ص: 6.
(6) الجوهري، الصحاح، ج: 3، ص: 1183.