بسواء ولم يزال غارسها يتعاهدها بالسقيوالعناية حتى نمت وأزهرت في حياته، ثماثمرت بعد وفاته..»(1).
ويقول الشيخ العلامة (محمد حسينالمظفرَّ):
«فكانت الدعوة إلى التشيع لأبي الحسنعليه السلام من صاحب الرسالة تمشي منهجنباً لجنب مَعَ الدعوة للشهادتين..»(2).
ويقول الشيخ العلامة (جعفر السبحاني):
«قد تعرَّفت على تأريخ التشيع، وانَّهليس وليداً لجدال الكلامي، ولا إنتاجالسياسات الزمنية، وانّما هو وجه آخرللاسلام، وهما وجهان لعملة واحدة..»(3).
وأخيراً تصل النوبة بنا الى استعراض مجملالشواهد التي تدل على أنَّ بذرة التشيعكانت قد غُرست في عصر الرسالة الأول،وانَّ النبي الاكرم صلّى الله عليه وآلهوسلّم هو واضع البذرة الاولى لهذا الأساسوالمتعاهد لها طيلة حياته المقدّسة، وسوفنقوم باثبات ذلك، مقتصرين في الغالب علىما رواه العامة في مصادرهم المختلفة ضمنالعناوين التالية:
1 - العناية النبوية المتميزة بعلي عليهالسلام وإعداده إعداداً رسالياً خاصاً
في (مستدرك الحاكم) بسنده الى زيد بن عليبن الحسين عن أبيه عن جدِّه قال:«أشرف رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم من بيتٍ ومعه عمّاه العباس وحمزةوعلي وجعفر وعقيل وهم في أرضٍ يعملونَفيها، فقال رسول اللّه صلّى الله عليهوآله وسلّم لعَّميه: اختارا من هؤلاء،فقال أحدهما اخترت جعفراً، وقال الآخر:اخترت عقيلاً، فقال: خيرتكما فاخترتما،فاختار اللّه لي عليّاً»(4).
(1) محمد حسين كاشف الغطاء، أصل الشيعةواُصولها، ص: 109.
(2) محمد حسين المظفَّر، تأريخ الشيعة، ص: 9.
(3) جعفر السبحاني، بحوث في الملل والنحل،ج: 6، ص: 117.
(4) الحاكم النيسابوري، مستدرك الحاكم علىالصحيحين، ج: 3، ص: 577.