متتابعة، واتُّفق على قواعد عامةللتحكيم، وضوابط مشخصة للمفاضلة بينالقرّاء، وخُصصت هدايا لتكريم الفائزينفي الحفظ والتلاوة.. وما الى ذلك منالاُمور التي تعكس الاهتمام الجدّيوالمشروع بالقرآن الكريم.
فكل هذهِ الاهتمامات تعبِّر عن مصاديقبارزة وجلية لتلكَ الاحكام العامة التيدعت الى الاهتمام بالقرآن الكريم،والاعتزاز به، كمعجزة خالدة للاسلامالعظيم، ولا تمت مثل هذه الاُمور الى(الابتداع) المصطلح بأَيّةٍ نسبةٍ تُذكر.
ب - صيام يوم الخامس عشر من شعبان وقيامليلته
حثت الشريعة الاسلامية أتباعها علىالاهتمام بالصيام، وندبت اليه طيلة أيامالسنة، واستثنت من ذلك يومي العيدين(الفطر) و(الاضحى)، وعدَّت صيامهامحرَّماً.. وأمّا ما عدا ذلك فبابه مفتوحلمن يحب الاستزادة من فعل الخير والعملالصالح.
وكذلك ندبت الشريعة الاسلامية الىالاهتمام بقيام الليل وإحيائه، بالذكر،والعبادة، والتهجد، والدعاء، يقول اللّهتعالى:
(وَمَا تَفَعَلُوا مِن خَيرٍ يَعلَمهُاللّهُ وَتَزوَّدُوا فَإنَّ خَيرَالزَّادِ التَّقوَى..)(1).
ويتأكد هذان الأمران في الأيام واللياليالفاصلة في تاريخ الاسلام، كليلة القدر،ويوم المبعث النبوي الشريف، وليلة الخامسعشر من شعبان، ويومه.
وعلى الرغم من وضوح هذا الأمر، وجلاءاتصاله بالشرع المبين، إلا انَّ بعض علماءالعامة لم يرضَ لنفسه إلا أن يدرج بعضمفردات هذا الأمر العبادي، ضمن دائرة(الابتداع) وخصوصاً تلك المظاهر التييمارسها أتباع مدرسة أهل البيت عليهمالسلام، فيقول (الفوزان) فيما يعد منالنماذج المعاصرة للبدع على حدِّ زعمه:
(1) البقرة: 197.