الخط الثاني: سعة دائرة الحلال
عمدت الشريعة الاسلامية إلى توسعةالمساحة التي يمكن للانسان أن يتحرك فيحدودها خارج اطار الالزام الشرعي إلىأقصى حدٍّ ممكن، عن طريق اطلاق عنانالمكلف في الامور التي لم تبيَّن له، ولميرده بشأنها دليل أو بيان خاص:
قال تعالى: (وَمَا كُنّا مُعذّبِينَ حَتّىنَبعثَ رَسُولاً)(1).
وقال تعالى: (لا يُكلّفُ اللّهُ نَفساًإلا مَا آتَاهَا)(2).
وورد في الحديث عن رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم أنَّه قال:
«الحلال ما أحلَّ اللّهُ في كتابه،والحرام ما حرَّمَ اللّه في كتابه، وماسكت عنه فهو مما عفا عنه»(3).
وعنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال:
«انَّ اللّه فرض فرائض فلا تضيّعوها،وحدَّ حدوداً فلا تعتدوها، وحرَّم أشياءفلا تقربوها، وترك أشياء عن غير نسيانٍفلا تبحثوا عنها»(4).
وعن أي عبد اللّه الصادق عليه السلام أنهقال:
«وما حجب اللّه علمه عن العباد فهو موضوععنهم»(5).
وعن عبد الاعلى بن أعين قال:
«سألتُ أبا عبد اللّه عليه السلام عمَّنلم يعرف شيئاً هل عليه شيء؟ قال: لا»(6).
وعنه عليه السلام أنه قال:
«كل شيءٍ فيه حلال وحرام فهو لكَ حلالأبداً حتى تعرف الحرام منه بعينه
(1) الاسراء: 15.
(2) الطلاق: 7.
(3) ابن الأثير، جامع الاصول في أحاديثالرسول، ج: 7، ح: 5542، ص: 454.
(4) ابن الاثير جامع الاصول في أحاديثالرسول، ج: 5، ح: 3070، ص: 59.
(5) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب 64:التعريف والبيان، ح: 9، ص: 413.
(6) أبو جعفر الصدوق، التوحيد، باب: 64التعريف والبيان، ح: 8، ص: 412.