الموقف الثالث: النبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم يدفع الراية لعلي يوم فتح خيبر
جاءَ في مجمع الزوائد للهيثمي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أنَّه قال:«قلت لعلي - وكان يسمر معه - انَّ الناس قدأنكروا منكَ أن تخرج في الحرّ في الثوبالمحشو، وفي الشتاء في الملاءتينالخفيفتين، فقال علي: أولم تكن معنابخيبر، قلت: بلى، قال: فانَّ رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم دعا أبا بكرفعقد له لواءً ثم بعثه فسار بالناس،وانهزم حتى إذا بلغ ورجع، فدعا عمر فعقد لهلواء فسار ثم رجع منهزماً بالناس، فقالرسول اللّه عليه وآله وسلم: لاُعطينَّالراية رجلاً يحبُّ اللّه ورسولَه،ويحبُّه اللّه ورسولهُ يفتح اللّهُ له ليسبفرّار، فأرسل إليَّ فأتيته وأنا أرمد لااُبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: أكفهألَمَ الحرّ والبرد، فما آذاني حرٌّ ولابرد بعد»(1).
الموقف الرابع: النبي (ص) يسند إلى عليعليه السلام تبليغ سورة (براءة)
جاء في (روح التشيع) للشيخ (عبد اللّه نعمة)حول اسناد المهام الكبرى لأمير المؤمنينعليه السلام:«فاليه أسند مهمة تبليغ سورة (براءة)ليقرأها على أهل مكة في السنة الثامنةللهجرة حين فتح مكة، وكان صلّى الله عليهوآله وسلّم أرسل أولاً أبا بكر لأداء نفسالمهمة، فأتبعه بعد ذلك بعلي، وأمره أنيكون المتولي لأداء ذلك، وأمره أن يقومبها على الناس بمنى ويُرجع أبا بكر، وقالله: أذّن في الناس: أن لا يدخل الجنة كافر،ولا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوفبالبيت عريان، ومَن كان له عند رسول اللّهصلّى الله عليه وآله وسلّم عهد فهو له الىمدته، وأجل الناس أربعة أشهر من يومتنادي، ليرجع كل قوم إلى مأمنهم، ثم لا عهدلمشرك
(1) مجمع الزوائد للهيثمي، ج: 9، ص: 124، وروىالحديث أحمد بن حنبل، الخبر: 139 في مسنده،ج: 3، ص: 16، ورواه القطيعي في الحديث (176) فيفضائل علي، ورواه ابن عساكر في الحديث 256 و257 في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 1 /213 مَعَ اختلاف في التعبير (انظر هامش ص 495 -497 من ج: 2 من كتاب مناقب امير المؤمنين عليبن ابي طالب عليه السلام بتحقيق: محمد باقرالمحمودي).