فواتها، أو انَّ النهي يتوجه الى خصوصهذهِ المفردة من العبادة التي فوَّتت علىالانسان ذلك الفرض الواجب. كما هو معلوم فيالشرع من النهي عن النوافل إذا أدتممارستها
الى ترك شيء من الواجبات؟؟
وماذا يقول (الشاطبي) بشأن التهجد في ليةالقدر، وإحيائها بالعبادة والدعاء إذاحصلت في بعض مواردها مثل هذهِ الحالاتالنادرة الوقوع، بل حتى لو حصلت فيهاحالات كثيرة من هذا القبيل، فهل يصفهابالابتداع، ويطلق القول بذلك كما صنعهنا؟؟وما هو دخل أصل تشريع صلاة الليل أوإحيائه بما لو أدّى ذلك الى فوات الفريضة،بعد أن قامت الادلة على النهي عن النوافلالتي تخل بالواجبات، وما دام بالامكانالتفكيك بين أصل مشروعية العبادة، وبيناتصافها بوصفٍ يخرجها عن طابع الندب أوالجواز، ولا يؤثر على أصل مشروعيتها ويمتدالى قلع جذورها من الدين، ويدرجها ضمنقائمة (الابتداع)؟؟
انَّ مما يؤسف له انَّ هذا النمط منالتمويه قد مارسه الكثير من الباحثينالذين تعرَّضوا لتطبيقات (البدعة) علىموارد إدّعائية تحكماً، وأضفوا عليهاعناوين جانبية، لا تمس أصل تشريع العمل..ولولا أن يطول بنا المقام لاستعرضنا مايشير الى هذهِ الحقيقة من أقوال الكثيرين،على انَّه تكفينا هذهِ الاشارة التيسجّلناها على كلام (الشاطبي) المتقدم،ونستغني عن الخوض في هذا المطلب بما ستتمالاشارة اليه أيضاً بين طيّات الحديث.
وعلى أية حال فانَّ من الطريف أن نجد انَّقيام ليلة النصف من شعبان، وصيام نهارهاالذي رماها هؤلاء بالابتداع، من المواردالتي تندرج تحت كلٍّ من الدليل العاموالدليل الخاص معاً، وتتصل بالشريعةالمقدسة عن هذين الطريقين معاً، ومن خلالذلك نرى أنَّ المسلمين الموحدين من اتباعمدرسة أهل البيت عليهم السلام قد واظبواعلى الاتيان بهذا الأمر، واهتموا بهاهتماماً بالغاً، لأنّه نابع من صميمالدين.