البدعة في الاصطلاح الشرعي
اكتنف مفهوم (البدعة) بالكثير من التشويشوالغموض في كلمات العلماء والباحثين،فوردت في مقام تحديد هويته، وتوضيح قيوده،عدة تعريفات متفاوتة ومختلفة.وكان أن اختلفت تبعاً لذلك رؤى هؤلاءالأعلام في المفردات التطبيقية لهذاالمفهوم على الواقع العملي، حتى وصل الأمرالى أن تقاطعت بعض هذهِ الحدود والتعريفاتفيما بينها.... مما أدّى الى تكفير بعضالطوائف الاسلامية للبعض الآخر، بذريعة(الابتداع)، والخروج عن حياط السنةالنبوية الشريفة.
وقد استُغل هذا المفوم الاسلامي أبشعاستغلال من قبل بعض المتطرفين، الذينعمدوا الى تحريفه عن واقعه، والتدليس فيحقيقته، من أجل النيل من معتقدات أتباعمدرسة أهل البيت عليهم السلام، واتهامهمبمختلف الأباطيل.
وقد عُدَّ هذا الامر من أبرز الوسائل التيأعلنتها (الوهابية)، واتخذتها شعاراً فيأمر التشنيع على أتباع مدرسة أهل البيتعليهم السلام، والصاق التهم المفتعلةبهم، كذباً وبهتاناً وزوراً.
وفي حقيقة الأمر انَّه على الرغم منالملابسات التي اكتنفت هذا المفهومالاسلامي الواضح، والهالة المفتعلة منالتشويش والغموض التي اُحيطت به.. إلا انّانرى بأنَّ جلاءه ووضوحه في التشريع أكبرمن أن تنال منه تلك الأقاويل، أو أن تحجبحقيقته يدُ التزوير، كما انَّ حضوره فيصفوف المفردات البارزة للتشريع، قد تركَالارتكاز الواضح عنه في أذهان المسلمين،والانطباع الذي لا يتعرض الى الاهتزازوالتحريف بمجرد ما يُطلق حوله منادّعاءات، ولهذا نرى انَّ المعنى النظريلمفهوم (البدعة) قد أخذ موقعه المتقدم منالوضوح في النصوص الشرعية التي تعرضت له،وفي أقوال الكثير من العلماء الذينتعرَّضوا لبيان حدِّه ومفهومه، ولكن نقطةالاضطراب التي انطلق منها التشويش