الحديث ذريعة لنفي الابتداع
إنَّ الكثير من الدعوات التي يطلقهاالبعض لنفي (الابتداع) عن مثل (التراويح) و(النداء الثالث يوم الجمعة)، وغيرها منالبدع المحدثة، تستند أساساً إلى حديث(سنة الخلفاء الراشدين)، وتصح نسبة هذهِالأعمال إلى الشريعة الاسلامية من هذاالمنطق، على الرغم من تلك المهاتراتوالتناقضات التي وقع فيها المدافعون عنهذهِ (البدع)، وعلى الرغم مما جرَّته تلك(المحدثات) على عقائدِ المسلمين من دخائلوتقولات وأباطيل.بل رأينا أنَّ بعضهم كان يناقش في أمرتشريع تلك المحدثات، ويطرح الآراءالفقهية المخالفة، على الرغم من بقاءإصراره على هذا الحديث كما هو الأمر في(النداء الثاني) على ما تقدَّم، فلماذا لايعض على هذهِ السنة المزعومة المدافعونَعنها أولاً لكي يأمروا الناسَ باتّباعهابعدَ ذلك؟!
إنّ حديث (سنة الخلفاء الراشدين) يستحقمنّها وقفةً متأنية، ننظر فيها إلى سندهِأولاً، ومضمونه ثانياً، لأنَّه أصبح يمثلالخط الخلفي العام في مواجهة المتعصبينمَعَ أهل الحق والبصيرة، وصارَ الذريعةالتي يتشبث بها كلّ مَن تُعييه الحججُ،وتُسدُّ في وجهه المنافذ، لتبرير دعواتالضلال، وبدع المبتدعين.
وقبل أن ندخل في صميم البحث عن هذا الحديثلا بأس بأن نطالع بعض الأقوال التي تستندفي تبرير مثل هذهِ (البدع) إلى حديث (سنةالخلفاء الراشدين)، وتعتبره السند الأخيرفي توجيه القول بمشروعية تلك (المحدثات)،من بعد أن تعجز من